وأخو الكَيْسِ قد رَجَا ... اللهَ عنهُ يُثيبُهْ
حَسْبُهُ اللهُ ربُّهُ ... فَهْوَ عنه يَنوبُه
ونقل فيه - عندَ ذكر أمارات الصبيان -، قال: ومن لطائف العلامة الشيخ زين الدين عمرَ بنِ المظفر الوردي، وقد ولي السلطنةَ صبيٌّ مميزٌ غير بالغ:
سُلطاننُا اليومَ طفلٌ والأكابر في ... خُلْفٍ وبينهمُ الشيطانُ قد نزَغا
وكيف يطمعُ مَنْ مسَّتْهُ مَظْلمَةٌ ... أن يبلغَ السُّؤْلَ والسُّلطانُ ما بَلَغا
وله: كتاب: "التنبيه في التشبيه"، وهو كتاب بديع في سبع مجلدات، في قِطْع النصف، لم يُسبق إلى تأليفه، وهو: أن يذكر ما ينبغي للإنسان ما يتشبه به من أفعال الأنبياء والملائكة والحيوانات المحمودة، وما يتشبه به من اجتناب ما يُذَمُّ فعلُه، رأيته، ونقلتُ منه أشياء لطيفة، منها: قوله: لقد مرَّ بي - في بعض مجالسي من نحو عشرين سنة -: أني دعوتُ الله تعالى، فقلتُ: اللهمَّ! اجعلْنا من الصالحين، فإن لم تجعلْنا من الصالحين، فاجعلْنا من المخلِّطين الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخرَ سيئًا، أو ما هذا معناه، فَبَعْدَ انقضاء المجلس، اعترض عليَّ بعضُ السامعين، فقال: يا سيدي! كيف تدعو الله أن يجعلنا