200

La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

لا جرم لأجل ذلك قال رسول الله ﷺ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنا" (١). وسيأتي هذا الحديث في محله. وقال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: إني ألفيت أصحابي على أمر، وإني إن خالفتهم خشيت أن لا ألحق بهم. رواه ابن أبي شيبة (٢). وقال عبد الله بن مسعود ﵁: لو أن رجلًا قام بين الركن والمقام يعبد الله سبعين سنة، لبعثه الله تعالى يوم القيامة مع من يحب (٣). ثم إن من أراد أن يتشبه بقوم لمحبته إياهم؛ فإما أن يراهم ويخالطهم، أو لا؛ فإن رآهم وخالطهم كان أقرب إلى سريان طباعهم إليه ممن لم يرهم ولم يخالطهم، فله لذلك مزية ظاهرة على غيره، وقد اتفقت هذه الفضائل للصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ رؤية النبي ﷺ ولقيه ومخالطته والتسويد معه وصحبته والاقتداء به، فبذلك كانوا أفضل من غيرهم من أهل دائرة المحبة، وسكان دوحة الإيمان مع ما حصل لهم من فضيلة السبق. وقد قيل: [من الطويل]

(١) رواه الترمذي (٢٦٩٥) عن عمرو بن العاص، وضعفه. (٢) تقدم تخريجه. (٣) رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (١/ ٤٧٠)، عن علي.

1 / 86