La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

Nagm al-Din Muhammad al-Gazzi d. 1061 AH
134

La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

وَأُصَلّيْ وَأَرْقُدُ، وَأتزَوَّجُ النِّساءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِيْ فَلَيْسَ مِنيْ" (١). وفي "الصحيحين" - أيضا - من حديث مالك بن الحُويرث رضي الله تعالى عنه: أن النبي ﷺ قال: "صَلُّوْا كَمَا رَأَيْتُمُوْنِيْ أُصَلِّيْ" (٢). * عَوْدًا، عَلَىْ بَدْءٍ: فإن قيل: قد قررت أن التخلق بأخلاق الشخص يدل على محبته، وأن المحبة لا تتم إلا بالموافقة في الأخلاق والأحوال، وإنَّا نجد كثيرًا من الناس يكرهون أن يتخلق غيرهم بأخلاقهم، أو يتحلوا بحُلاهم؟ قلت: إنما تكون كراهيتهم لذلك من حيث إن المتحلي بحليتهم إنما يريد التشبه بهم لمناظرتهم، أو معارضتهم، أو التهكُّم عليهم، أو السخرية والإزراء بهم، وذلك لا يدل على محبته لهم، ولا اتفاقه معهم - وإن كان موافقا في الصورة - بل يدل ذلك على شدة المباينة، وتمام العداوة، فلا يكون تشبهه بهم في الصورة الظاهرة منهم. بخلاف ما إذا كان تشبهه بهم، وتخلقه بأخلاقهم على سبيل الاقتداء بهم، والاتباع لهم، والاستحسان لأحوالهم؛ فإن هذا عين الدليل على محبتهم؛ لأنه لو لم يحبهم، ويحب أفعالهم لم يقتدِ بهم فيها، ولا استحسنها منهم، ولا أَحَبَّ أن تنسب إليه كما نسبت إليهم، فهو في هذه الحالة متشبه بهم في أوصافهم وأخلاقهم على

(١) رواه البخاري (٤٧٧٦) واللفظ له، ومسلم (١٤٠١) عن أنس ﵁. (٢) رواه البخاري (٦٠٥) واللفظ له، ومسلم (٦٧٤).

1 / 20