La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

Nagm al-Din Muhammad al-Gazzi d. 1061 AH
131

La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

وقد يكون التمثُّل بمعنى الدخول في الصورة؛ ومنه قوله تعالى: ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [مريم: ١٧]؛ أي: تصوَّر. وقد يكون التشكُّل بهذا المعنى؛ ومنه قول العلماء: للملائكة قوة التشكُّل؛ أي: الظهور بأي صورة أرادوها. وفي "القاموس": الحِلية - بالكسر -: الخلقة والصورة والصفة (١). فعليه: يجوز أن يكون التحلِّي بمعنى الدخول في الصورة - أيضًا -، وإنّه سبحانه هو الموفق. وقد روى الإمام أبو داود في "سننه" - بإسناد حسن -، والإمام أبو عبدالثه الحاكم في "مستدركه" - وقال: صحيح الإسناد - عن عبد الله ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، والإمام أبو القاسم الطبراني في "معجمه الأوسط" عن حذيفة بن اليمان ﵁، كلاهما عن رسول الله ﷺ. أنه قال: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" (٢). وإنما كان المتشبِّه بالقوم منهم؛ لأن تشبهه بهم يدل على حبه إيَّاهم، ورضاه بأحوالهم وأعمالهم. وقد قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذا رَضِيَ هَدْيَ الرَّجُلِ وَعَمَلَهُ

(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز أبادي (ص: ١٦٤٧) (مادة: حلي). (٢) رواه أبو داود (٤٠٣١)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٨٣٢٧). وحسنه الحافظ في "فتح الباري" (١٠/ ٢٧١).

1 / 17