45

بموضع يعرف بالنقرة ، وفيها آبار ومصانع كالصهاريج العظام ، وجدنا أحدها مملوءا بماء المطر فعم جميع المحلة ، ولم ينضب على كثرة الاستماحة. قلت : ومنها سار الحسين (عليه السلام) مجدا بسيره حتى وافى الحاجر.

والحاجر المعروف منه سير ال

رسول قيسا ذاك رائد الهدى

(الحاجر): بالجيم والراء ، وهو لغة عند العرب ، ما يمسك الماء من شفة الوادي ، وكذلك الحاجور ، وهو فاعل ؛ موضع قرب معدن النقرة للقادم من العراق. وقال : دون فيد حاجر ، يروى عن كعب بن زهير بن أبي سلمى ، عن أبيه ، عن جده أن الحاجر كان اسمه (المنيفة)، وأنه كان لغنى (1) فغلب عليه الحاجر ، وإنما سمته الحاجر غطفان منذ كان في أيام الجاهلية. وقال في ذلك الرجل من بني عبد الله بن عفان يقال له : (سليل بن الحرث): كانت له امرأة من بني سحيم بن عبد الله ، فكأنهم اتهموه أن يكون سب أصهاره فاعتذر من ذلك بقوله :

فمن يذكر بلاد بني سحيم

بمقلية فلست لمن قلاها

وذكر ابن بليهد الحاجر قال : خرج وائل بن صريم اليشكري من اليمامة فقتلته بنو أسيد بن عمرو بن تميم ، وكانوا أخذوه أسيرا ، فجعلوا يغمسونه في الركية ويقولون :

يا أيها الماتح دلوي دونكا

إني رأيت الناس يحمدونكا

حتى قتلوه ، ثم غزاهم أخوه باعث بن صريم يوم حاجر ، وهو موضع بديارهم فقتل منهم مئة ، وقال :

سائل اسيد هل ثأرت بوائل

أم هل أتيتهم بأمر مبرم

Page 45