Huruf Latiniyya
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
Genres
عن المسألة الثانية تقول:
أولا: «إن شكل الحروف العربية أبسط من شكل اللاتينية.» وتأتي بأشكال حروف النغمات المشتركة بين العربية واللاتينية فتجرى بينها مقارنة تريد الاستدلال بها على أن شكل العربية أبسط.
ثانيا:
تقول: «ولا تعجب من هذا؛ فليس مجرد اتفاق، إنما بساطة الصورة في الخط العربي أمر مقصود.» وتورد أن أهل الصناعة قالوا: «إن أصل جميع هذه الحروف الخط المستقيم الذي هو قطر الدائرة، والخط المقوس الذي هو بعض الدائرة ...» وتوضح أنت عبارتهم فتقول: «إنهم ابتدءوا بأبسط الأشكال الذي هو الخط المستقيم، ثم نوعوه بنسبة متناسبة متقاربة، فاستخرجوا منه ومن القوس كل الحروف بمقادير وصور قليلة.» ثم تروي عن القلقشندي أنه قال: «وفرقوا بين بعض الحروف بالنقطات وقصدوا بذلك تقليل الصور للاختصار؛ لأن ذلك أخف من أن يجعل لكل حرف صورة فتكثر الصور.» وأنه قال: «ترجع صور الحروف إلى خمس صورة؛ وهي: الألف والجيم والراء والنون والميم.»
ثالثا:
تقول: «إنه يظهر أنهم عنوا ببساطة الحروف فعمدوا إلى تخفيف الصور؛ لأن كثرة الصور داعية لتداخل الحروف، مما يؤدي إلى التعقيد، وهو ما وقع بالحروف اللاتينية التي تعقدت أشكالها وصورها، فاختلف بعضها عن بعض اختلافا بينا.»
رابعا:
تقول ما حاصله أن الإنسان عند القراءة يميز الألفاظ بصورها الكلية لا بأجزائها وحروفها، وتستدل لهذا بقول أحد العلماء الأوروبيين: «لقد علمنا من تحليل القراءة في آلة «التاشيستوسقوب» أننا في الواقع نعتمد في القراءة السريعة على إدراك صورة الكلمة في مجموعها.» ثم بقول عالمين آخرين يذكران هذا ويقولان: «إن عرض الحروف وارتفاعها لهما أهمية عظمى في معرفتها حين القراءة.» ثم ترتب على هذا ما حاصله أن صور الألفاظ المكتوبة بالعربية أوضح وأسهل في الإدراك؛ وذلك لكثرة ما يعلو من حروفها عن السطر وما يسفل، وأنها - بتعبير علمي (كذا) - تعطي لكل كلمة شخصية خاصة حتى تبدو شكلا لا شبيه له. ثم تضيف أن التجربة بين كتابتين من مقياس واحد في صحيفة واحدة، إحداهما باللاتينية والأخرى بالعربية، دالة على أن القارئ إذا ابتعد عنهما خفيت اللاتينية أولا، وبقيت العربية واضحة مشرقة.
خامسا:
تقول من بعد ما حاصله أن خمسة وثلاثين في المائة من طلبة المدارس العالية في فرنسا قصيرو النظر؛ بسبب انكبابهم على قراءة الحروف اللاتينية، وأن تعقد الحروف وعدم وضوحها يصد النفس عن القراءة، وأنه من أجل هذا يحاول الإفرنج إصلاحها.
Page inconnue