90

وقفت جولييت بمفردها في المطبخ - وكان يمكنها رؤية آيرين وهي تعزق الأرض حول حبوب الفاصوليا - وتساءلت إن كان الشاي ما هو إلا حيلة لإخراجها من الغرفة كي تتبادل معه بعض الكلمات على انفراد. بعض الكلمات على انفراد، أم تراها بعض الصلوات؟ لقد أصابتها الفكرة بالاشمئزاز.

لم ينتم سام وسارة لأي كنيسة طيلة حياتهما، برغم أن سام قد أخبر أحدهم في بادئ حياتهم هنا أنهم ينتمون لطائفة الدرويد. وهكذا تناثرت الأقاويل بأنهم ينتمون إلى كنيسة لا توجد في المدينة، وأدت هذه المعلومة إلى الاعتقاد بأنهم لا ينتمون لأي دين على الإطلاق. وظلت جولييت لفترة تذهب أيام الآحاد إلى الكنيسة الإنجيلية؛ وذلك في الغالب لأنها كان لها صديقة تنتمي للطائفة الإنجيلية. ولم يعترض سام قط على قراءة الكتاب المقدس في المدرسة، أو أن يتلو الصلوات كل صباح، تماما مثلما لم يعترض على النشيد الوطني «فليحفظ الله الملكة».

وكان سام يقول: «هناك أوقات للمجازفة وأخرى لا تستطيع فيها ذلك؛ فأنت ترضيهم بهذه الطريقة. ربما أمكنك في بعض الأحيان أن تحكي للأطفال بعض الحقائق عن نظرية التطور والإفلات بذلك دون أن يلحظ أحد.»

ولفترة من الفترات، كانت سارة مهتمة بالديانة البهائية، ولكن جولييت اعتقدت أن هذا الاهتمام قد تلاشى.

صنعت من الشاي ما يكفي لثلاثتهم، ووجدت بعضا من البسكويت المهضم في الخزانة، وعثرت أيضا على صينية التقديم النحاسية التي كانت سارة عادة ما تخرجها في المناسبات الهامة فقط.

لم يعترض دون على قدح الشاي، وتجرع الماء المثلج الذي تذكرت أن تحضره له، إلا أنه هز رأسه رافضا تناول البسكويت. «لا، لا أريد أيا منه.»

وبدا وكأنه يؤكد على رفضه بشدة، وكأن إيمانه بالله منعه من ذلك.

ثم سأل جولييت عن محل إقامتها، وعن طبيعة المناخ في الساحل الغربي، وعن العمل الذي يقوم به زوجها.

فأجابته جولييت بعذوبة: «هو صياد جمبري، ولكنه في الحقيقة ليس بزوجي.»

أومأ دون برأسه إيجابا. آه، نعم.

Page inconnue