وبعد خمس سنوات، لم تعد تتلقى بطاقات التهنئة بعيد الميلاد.
قالت كريستا: «إنها لم تكن تعني شيئا؛ إذ كان الغرض من كل البطاقات السابقة هو إخبارك بأنها على قيد الحياة في مكان ما، وهي تتصور الآن أنك فهمت المقصود، وتثق في أنك لن ترسلي أحدا للبحث عنها. هذا هو كل ما في الأمر.» «هل أثقلت كاهلها بالكثير؟» «يا إلهي يا جولييت.» «لا أقصد وفاة إيريك فحسب؛ أعني الرجال الآخرين الذين عرفتهم لاحقا . لقد جعلتها تشهد الكثير من التعاسة. تعاستي الحمقاء.»
كانت جولييت قد دخلت في علاقتين عاطفيتين خلال ست سنوات منذ أن كانت بينيلوبي في الرابعة عشرة من عمرها وحتى أصبحت في الحادية والعشرين، وقد استطاعت في كل منهما أن تقع في الحب بجنون، بالرغم من أنها كانت تشعر بالخزي بعد ذلك. أحد الرجلين كان يكبرها بسنوات عدة، وكان متزوجا وينعم بالاستقرار في زواجه، والآخر كان يصغرها كثيرا، وأفزعته مشاعرها المتأججة. وقد أدهشتها حقا هذه المشاعر التي راودتها عندما فكرت فيها لاحقا. قالت إنها لم تكن تكترث لأمره كثيرا.
قالت كريستا التي كانت متعبة: «لا أعتقد أنك اهتممت لأمره، لا أعرف في الواقع.» «يا إلهي، كم كنت حمقاء! لم تعد تراودني مثل تلك المشاعر إزاء الرجال، أليس كذلك؟»
لم تشر كريستا إلى أن ذلك ربما يكون بسبب عدم تودد الكثيرين لها. «بلى يا جولييت.»
قالت جولييت بعدما صارت أكثر ابتهاجا: «في الواقع لم أفعل شيئا سيئا للغاية. لماذا أنتحب طوال الوقت معتقدة أنه خطئي؟ إنها فتاة غامضة ملغزة، هذا هو كل ما في الأمر. لا بد أن أواجه هذه الحقيقة.»
ثم أضافت في تصميم: «غامضة وملغزة وباردة المشاعر.»
قالت كريستا: «لا.»
قالت جولييت: «لا، ليس صحيحا.»
وبعد أن مر شهر يونيو الثاني دون أن يردها شيء من ابنتها، قررت جولييت أن ترحل؛ فطوال الخمس سنوات الأولى ظلت تخبر كريستا أنها تنتظر مجيء شهر يونيو، متسائلة ما الذي قد يحدث في ذلك الحين؟ فكان عليها التفكير كل يوم بالنظر إلى ما آلت إليه الأمور الآن. ولا يتغير شعورها بالإحباط كل يوم.
Page inconnue