وفي أمالي السمان بسنده إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كتب إليه يعزيه في ابن له : ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام الله عليك ، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد : فأعظم الله لك الأجر ، وألهمك الصبر ، ورزقنا وإياك الشكر ، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله عز وجل الهنية وعواريه المستودعة نمتع فيها إلى أجل ، ويقبضها إلى وقت معلوم وإنا نسأله الشكر على ما أعطى والصبر إذا ابتلى ، فكان إبنك من مواهب الله عز وجل الهنية وعواريه المستودعة متعك به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر كثير ، الصلاة ، والرحمة ، والهدى ، والصبر ، لا يحبطها جزعك فتندم ، واعلم أن الجزع لايرد ميتا ولا يدفع حزنا وهو نازل وكأن قد والسلام ) (1) .
8 ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عليه الريح إلا بإذنه :
لم يترك ديننا شيئا من أسباب الوحدة والألفة إلا وبينه ووضحه وحث عليه ، حتى على المستوى العمراني ، ومراعاة التخطيط الصحيح للبناء فهنا بين إن من حقوق الجار عدم رفع البناء إذا كان سيحجب عن جاره
الريح ، ويمنع من تجددالهواء .
وإذا كان فلا بد من الإستئذان منه ، وطلب السماح من لديه فإن أذن أطلت البناء مالم فلا .
وينبغي مراعاة حقوق الجار في هذا الشأن حكي أنه شكى بعض الجيران من كثرة الفئران في بيته فقيل له : لو اقتنيت هرا فقال : أخشى إن سمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دار الجيران فأكون قد أحببت لنفسي ما لا أحبه لهم .
Page 93