Humiliation and Humbleness Before the Mighty Compeller
الذل والانكسار للعزيز الجبار
Chercheur
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Maison d'édition
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Genres
وقد صح عنه ﷺ أنه قال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» (١).
قال الإمام أحمد (٢) رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن فُضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة ﵁، قَالَ: "جَلَسَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ (مهول) (*)، فَقَالَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: «بَلْ عَبْدًا رَسُولًا».
ومن "مراسيل يحيى بن أبي كثير" رحمه الله تعالى أن النبي ﷺ قال: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ» خرجه ابن سعد في "طبقاته" (٣).
وخرجه أيضًا (٤) من رواية أبي معشر، عن المقبري، عن عائشة ﵂ أن النبي ﷺ قال: "أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلَكًا، وَإِنْ شِئْتَ عَبْدًا رَسُولًا فَأَشَارَ إِلَى جِبْرِيلَ ﵇: أَنْ ضَعْ نَفْسَكَ. فَقُلْتُ: نَبِيًّا عَبْدًا. قَالَتْ: فَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ لًا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا يَقُولُ: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ».
ومن "مراسيل الزهري" (٥) رحمه الله تعالى قال: بلغنا أنه أتى النبي ﷺ ملك لم يأته قبلها، ومعه جبريل ﵇، فَقَالَ الملك -وجبريل ﵇ صامت-: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ [نَبِيًّا] (٦) مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا،
_________
(١) أخرجه البخاري (٣٤٤٦).
(٢) (٢/ ٢٣١).
(*) ينزل: "نسخة".
(٣) "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٧١) طبعة دار صادر.
(٤) "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٨١).
(٥) أخرجه ابن سعد أيضًا في "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٨١).
(٦) من "الطبقات الكبرى".
1 / 311