La Parure de la Biographie
الحلة السيراء
Enquêteur
الدكتور حسين مؤنس
Maison d'édition
دار المعارف
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٩٨٥م
Lieu d'édition
القاهرة
غناء وَلَا دفاع ضمن مُحَمَّد بن أبي عَامر لصبح أم هِشَام سُكُون الْحَال وَزَوَال الْخَوْف واستقرار الْملك لابنها على أَن يمد بالأموال وَيجْعَل إِلَيْهِ قَود الجيوش إِلَى مَا كَانَ بِيَدِهِ من الخطط السّنيَّة وَهُوَ بِقُوَّة نَفسه وسعادة جده يعد النَّصْر وَلَا يمترى فِي الظُّهُور ويستعجل الْأَسْبَاب الْمعينَة على الْفَتْح حَتَّى أسعف ولقى الْعَدو فَهَزَمَهُ ووالى غَزْو بِلَاد الرّوم عالي الْقدَم مَنْصُور الْعلم لَا يخْفق لَهُ مسعى وَلَا يؤوب دون مغنم كرة بعد أُخْرَى إِلَى أَن صَار صَاحب التَّدْبِير والمتغلب على جَمِيع الْأُمُور فدانت لَهُ أقطار الأندلس كلهَا وَأمنت بِهِ وَلم يضطرب عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء أَيَّام حَيَاته لحسن سياسته وَعظم هيبته
وَكَانَ رُبمَا أنذر خاصته بِمَا يكون وَرَاءه من الْفِتَن حَتَّى ليكدر عَلَيْهِم مجَالِس أنسه بِمَا يلقى من ذَلِك إِلَيْهِم فَوَقع الْأَمر على مَا توقع وَجرى الْقدر بِمَا قدر على ذَلِك فَمَا زَالَ يبطش بأعدائه وَيسْقط من فَوْقه بقهره واستيلائه إِلَى أَن صَار الْخَلِيفَة حِينَئِذٍ هِشَام بن الحكم لَيْسَ لَهُ من الْأَمر غير الِاسْم خَاصَّة فَمَا ظَنك بِرِجَالِهِ ومواليه الَّذين مِنْهُم كَانَ يرهب وبهم كَانَ يتمرس هَذَا ونصرته على النَّصَارَى مُتَوَالِيَة وغزواته فِي كل صائفة مُتَّصِلَة أَزِيد من خمسين عدهَا ابْن حَيَّان فِي كِتَابه الْمَوْضُوع فِي أَخْبَار الدولة العامرية وَجعله لمن شَاءَ خزله عَن تَارِيخه الْكَبِير أَو ضمه إِلَيْهِ حَتَّى أذعن لَهُ مُلُوك الرّوم وَرَغبُوا فِي مصاهرته تنَاول ذَلِك كُله بتأييد إلهي مُدَّة طَوِيلَة وأورثه بنيه وقتا قَصِيرا
فَأَما أَبُو مَرْوَان عبد الْملك المظفر مِنْهُم فَقَامَ بالدولة مقَام أَبِيه وأغنى فِي غَزْو
1 / 269