La Parure de la Biographie
الحلة السيراء
Chercheur
الدكتور حسين مؤنس
Maison d'édition
دار المعارف
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٩٨٥م
Lieu d'édition
القاهرة
وَوصل بذلك المَال رَحمَه إِذْ كَانَ قسيمه فِي المروانية وَمن ولد مَرْوَان بن مُحَمَّد آخر الْخُلَفَاء الأمويين بالمشرق فَأرْسل إِلَيْهِ مِنْهُ نُسْخَة حَسَنَة منقحة قبل أَن يظْهر الْكتاب لأهل الْعرَاق أَو ينسخه أحد مِنْهُم
وَألف لَهُ أَيْضا أَنْسَاب قومه بني أُميَّة موشحة بمناقبهم وَأَسْمَاء رِجَالهمْ فَأحْسن فِيهِ جدا وخلد لَهُم مجدًا وَأرْسل بِهِ إِلَى قرطبة وأنفذ مَعَه قصيدة حَسَنَة من شعره وَكَانَ محسنًا يمدحه بهَا وَيذكر مجد قومه بني أُميَّة وفخرهم على سَائِر قُرَيْش فجدد لَهُ عَلَيْهِ الصِّلَة الجزيلة
وَكَانَ لَهُ وراقون بأقطار الْبِلَاد ينتخبون لَهُ غرائب التواليف وَرِجَال يوجههم إِلَى الْآفَاق عَنْهَا وَمن وراقيه بِبَغْدَاد مُحَمَّد بن طرخان وَمن أهل الْمشرق والأندلس جمَاعَة وَكَانَ مَعَ هَذَا كثير التهمم بكتبه والتصحيح لَهَا والمطالعة لفوائدها وقلما تَجِد لَهُ كتابا كَانَ فِي خزانته إِلَّا وَله فِيهِ قِرَاءَة وَنظر من أَي فن كَانَ من فنون الْعلم يَقْرَؤُهُ وَيكْتب فِيهِ بِخَطِّهِ إِمَّا فِي أَوله أَو آخِره أَو فِي تضاعيفه نسب الْمُؤلف ومولده ووفاته والتعريف بِهِ وَيذكر أَنْسَاب الروَاة لَهُ وَيَأْتِي من ذَلِك بِغَرَائِب لَا تكَاد تُوجد إِلَّا عِنْده لِكَثْرَة مطالعته وعنايته بِهَذَا الْفَنّ وَكَانَ موثوقًا بِهِ مَأْمُونا عَلَيْهِ صَار كل مَا كتبه حجَّة عِنْد شيونج الأندلسيين وأئمتهم ينقلونه من خطه ويحاضرون بِهِ
قلت وَقد اجْتمع لي من ذَلِك جُزْء مُفِيد مِمَّا وجد بِخَطِّهِ وَوجدت أَنه يشْتَمل على فَوَائِد جمة فِي أَنْوَاع شَتَّى
قَالَ وَكَانَ قد قيد كثيرا من أَنْسَاب أهل بَلَده وكلف أهل كور الأندلس أَن يلْحقُوا كل عَرَبِيّ أخمل ذكره قبل ولَايَته وَأَن يصحح
1 / 202