La Parure de la Biographie

Ibn al-Abbar d. 658 AH
175

La Parure de la Biographie

الحلة السيراء

Chercheur

الدكتور حسين مؤنس

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٨٥م

Lieu d'édition

القاهرة

فقد صرت بعد الْبَين أقنع بالهجر ثمَّ وَجه فِي صَاحب الْبَرِيد عبد الله بن الصَّائِغ وَكَانَ شَاعِرًا مجيدًا فَعرفهُ مَا جرى وَقَالَ لَهُ بحياتي إِلَّا زِدْت عَلَيْهِ شَيْئا فَقَالَ ابْن الصَّائِغ (ولى كبد لَوْلَا الأسى لتصدعت ... وقلب أَبى أَن يستريح إِلَى الصَّبْر) (وَقد كنت أخْشَى هجر هم قبل بَينهم ... فقد صرت بعد الْبَين أقنع بالهجر) فأعجبه ذَلِك وَوَقع مِنْهُ أحسن موقع وغنى بِهِ مؤنس فطرب وَأمر لَهُ بخلع نفيسة وكيس فِيهِ ألف دِينَار وَفرس بسرج ولجام محليين وَهَذَا قد كَانَ يحسن مِنْهُ لَوْلَا أنهماكه فِي ملذاته الَّذِي كَانَ فِيهِ هَلَاكه وَقَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصولى فِي كتاب الْأَخْبَار المنثورة من تأليفه حَدثنِي أَبُو الْحسن على بن جَعْفَر الْكَاتِب حَدثنِي أبي قَالَ كَانَ لزِيَادَة الله ابْن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَهُوَ زِيَادَة الله الْأَصْغَر وَكَانَ أَمِيرا بإفريقية غُلَام فَحل صبي يدعى خطابا وَهُوَ الَّذِي اسْمه فِي السكَك فسخط عَلَيْهِ وَقَيده بِقَيْد من ذهب فَدخل يَوْمًا من الْأَيَّام صَاحبه على الْبَرِيد وَهُوَ عبد الله بن الصَّائِغ فَلَمَّا رأى الْغُلَام مُقَيّدا تَأَخّر قَلِيلا وَعمل بَيْتَيْنِ وَكتب بهما إِلَى زِيَادَة الله وهما (يأيها الْملك الميمون طَائِره ... رفقا فَإِن يَد المعشوق فَوق يدك) (كم ذَا التجلد والأحشاء راجفة ... أعيذ قَلْبك أَن يَسْطُو على كبدك)

1 / 177