163

La Parure de la Biographie

الحلة السيراء

Chercheur

الدكتور حسين مؤنس

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٨٥م

Lieu d'édition

القاهرة

وَمن شعره زِيَادَة الله على أَنه كَانَ يصنعه ويكتمه مَا يرْوى أَن الْمَأْمُون كتب إِلَيْهِ أَن يَدْعُو على منابره لعبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن فَأَنف من ذَلِك وَأمر بِإِدْخَال الرَّسُول عَلَيْهِ بعد أَن تملأ من الشَّرَاب وَحل شعره ونار عَظِيمَة بَين يَدَيْهِ فِي كوانين وَقد احْمَرَّتْ عَيناهُ فهال الرَّسُول ذَلِك المنظر ثمَّ قَالَ قد علم أَمِير الْمُؤمنِينَ طَاعَتي لَهُ وَطَاعَة آبَائِي لِآبَائِهِ وَتقدم سلفى فِي دعوتهم ثمَّ يَأْمُرنِي الْآن بِالدُّعَاءِ لعبد خُزَاعَة هَذَا وَالله أَمر لَا يكون أبدا ثمَّ مد يَده إِلَى كيس إِلَى جَانِبه فِيهِ ألف دِينَار فَدفعهُ إِلَى الرَّسُول ليوصله إِلَى الْمَأْمُون وَكَانَت الدَّنَانِير مَضْرُوبَة باسم إِدْرِيس الْحسنى ليعلمه مَا هُوَ عَلَيْهِ من فتْنَة الْمغرب ومناضلة العلويين وَكتب جَوَاب الْكتاب وَهُوَ سَكرَان فِي آخِره أَبْيَات مِنْهَا
(أَنا النَّار فِي أحجارها مستكنة ... فَإِن كنت مِمَّن يقْدَح الزند فاقدح)
(أَنا اللَّيْث يحمى غيله بزئيره ... فَإِن كنت كَلْبا حَان موتك فانبح)
(أَنا الْبَحْر فِي أمواجه وعبابه ... فَإِن كنت مِمَّن يسبح الْبَحْر فاسبح)
فَلَمَّا صَحا بعث فِي طلب الرَّسُول ففاته وَكتب كتابا آخر يتلطف فِيهِ فوصل الْكتاب الأول وَالثَّانِي فأعرضوا عَن ذكر الأول وجاوبوه عَن الثَّانِي بِمَا أحب وَصدر الْبَيْت الأول من هَذِه الأبيات وَقع فِي ماا تمثل بِهِ الْمَأْمُون

1 / 165