131

La Parure de la Biographie

الحلة السيراء

Chercheur

الدكتور حسين مؤنس

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٨٥م

Lieu d'édition

القاهرة

(وَلَو كَانَ قلبِي عَن قلبه ... لَكُنْت لَهُ فِي الْقَرَابَة قلبا)
(وَإِن أحدث الدَّهْر من ريبه ... شقاقًا علينا وأحدث حَربًا)
(فَإِنِّي أرى الْبعد سترا لنا ... يجدد شوقًا لدينا وحبًا)
(وَلم نجن قطعا لأرحامنا ... نلاقي بِهِ آخر الدَّهْر عتبًا)
(وَتبقى الْعَدَاوَة فِي عقبنا ... وَأكْرم بِهِ حِين نعقب عقبًا)
(وأوفق من ذَاك جوب الفلاة ... وَقطع المخارم نقبًا فنقبًا)
فَكتب مُحَمَّد إِلَى أَخِيه عمر وَكَانَ على صنهاجة وغمارة يَأْمُرهُ بمحاربة عِيسَى فَأَجَابَهُ وسارع وَخرج يُرِيد عِيسَى بعسكره فَلَمَّا قرب من أحوز فاس كتب إِلَى مُحَمَّد يستمده فَبعث إِلَيْهِ من كَانَ مَعَه وَنفذ فِي أَصْحَابه قبل لحاق المدد فأوقع بِعِيسَى ونفاه عَن عمله وأستولى عَلَيْهِ فَأمره مُحَمَّد بِالْإِقَامَةِ فِيهِ ثمَّ أمره بمحاربة الْقَاسِم فحاربه وتغلب على مَا كَانَ بِيَدِهِ فتخلى الْقَاسِم عَن ذَلِك لمُحَمد وَعمر وتزهد وَبنى مَسْجِدا على سَاحل الْبَحْر بأصيلا وَلَزِمَه
فَلَمَّا عاين البربر ذَلِك نهضوا إِلَيْهِ وَهُوَ بمرابطه فصرفوه إِلَى عمله وَرجع إِلَيْهِ كل من صدر إِلَى أَخَوَيْهِ مُحَمَّد وَعمر
وَقَالَ الرَّازِيّ وَذكر أَوْلَاد إِدْرِيس بن إِدْرِيس فَأَما مُحَمَّد بن إِدْرِيس فولى مَدِينَة فاس بعد أَبِيه وَقسم عمل أَبِيه على إخْوَته وأخرجهم عمالًا ثمَّ أخلد إِلَى اللَّهْو وأشتهر بالشرب وَالْخلْوَة بِالنسَاء فخلعه إخْوَته وَملك كل وَاحِد مِنْهُم مَا تَحت يَده ثمَّ لم يلبث مُحَمَّد أَن هلك وَلم يعقب فولى أَمر فاس

1 / 133