حتى انظر الى ملك الموت ، فلا عيش لي مع ذكره ، فاخذه الملك على جناحه حتى انتهى به الى السماء الرابعة.
فلما وصل الى السماء الرابعة نظر الى ملك الموت جالس فلما رآهم حرك رأسه تعجبا ، فسلم عليه ادريس فقال له : مالك تحرك راسك؟ قال : ان رب العزة امرني ان اقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة.
فقلت يا رب كيف يكون هذا بيني وبينه اربع سماوات وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام ...
ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله تعالى : ( ورفعناه مكانا عليا ) (1).
وكان قد انزل الله عز وجل على ادريس ثلاثين صحيفة.
وكان يصعد الى السماء من عمله في كل يوم مثل اعمال اهل زمانه كلهم.
وكانت الملائكة في زمان ادريس عليه السلام يصافحون الناس ويسلمون عليهم ويكلمونهم ويجالسونهم ، وذلك لصلاح الزمان واهله ، فلم يزل الناس على ذلك حتى كان زمن نوح عليه السلام وقومه ثم انقطع ذلك.
وكانت حياته في الارض ثلاثمائة سنة ، وقيل : اكثر من ذلك.
وقال الطبرسي رحمه الله عنه والرازي : انه جد ابي نوح عليه السلام واسمه « اخنوخ ». (2)
في وفاته ايضا عليه السلام :
روي عن ابن عباس قال : كان ادريس النبي عليه السلام يسبح النهار ويصومه ويبيت حيث ما جنه الليل ويأتيه رزقه حيث ما افطر ، وكان يصعد له من العمل
Page 65