أبيمنيديس :
صبرا يا صديق ! لو كان بيزيستراتوس قد وجه ضربته للأثينيين، وهم لا يزالون عبيدا، وقبل أن يعرفوا القوانين الصالحة؛ لأمكنه أن يقبض على السلطة، ويحتفظ بها عن طريق استعباد المواطنين. لكنه الآن يحكم في عبيد، فالرجال الذين يحكمهم يتفكرون في تحذيرك يا صولون، وهم خجلون متألمون. إنهم لا يتحملون الطغيان، لأن من المستحيل على من عرف الحرية في ظل أفضل القوانين أن يرضى بالعبودية، أو يحيا حياة العبيد.
المؤرخ :
ويشفق عليك الصديق من مشقة التجوال والترحال فيقول:
أبيمنيديس :
لا تتنقل بين البلاد، تعال إلينا هنا في كريت. ستحيا معنا في أمان، ولن تحتاج إلى الخوف من سيد مطلق. أما إن أصررت على أسفارك؛ فأخشى أن يلقاك أنصاره ويصيبك مكروه.
المؤرخ :
لم تكن هذه هي الدعوة الوحيدة. فلم يكد طاليس يسمع عن عزمك على ترك أثينا، حتى دعاك إلى الحضور إلى ملطية، حيث تعيش وسط أهلك الذين سبقوك إلى تعمير هذه المدينة.
طاليس :
يمكنك أن تعيش هنا مطمئنا بلا خوف. وإذا كان يؤلمك أن يكون الحاكم هنا طاغية - فأنا أعلم مدى كرهك لجميع الطغاة - فسوف يسعدك أن تعيش هنا مع أصدقائك. لقد بلغني أيضا أن بياس قد دعاك للذهاب إلى بريينه، فإن آثرت الاقامة في هذه المدينة فسوف أنتقل إليها.
Page inconnue