<33> قال الحبر: وبالأمر النفساني اختص الحيوان كله، ولزم منه حركات وإرادات وأخلاق وحواس ظاهرة وباطنة وغير ذلك.
<34> قال الخزري: وهذا أيضا لا مدفع فيه.
<35> قال الحبر: وبحكم الأمر العقلي اختص الناطق من جملة الحيوان، ولزم منه اصلاح أخلاق، ثم اصلاح المنزل، ثم اصلاح المدينة. وكانت السياسات ونواميس سياسية.
<36> قال الخزري: وهذا حق.
<37> قال الحبر: فأي رتبة تكون فوق هذه.
<38> فال الخزري: رتبة العلماء العظماء.
<39> قال الحبر: لم أرد إلا رتبة تفارق صاحبتها مفارقه جوهرية كمفارقة النبات للجماد ومفارقة الإنسان للبهائم. وأما المفارقة بالأكثر والأقل فلا نهاية لها إذ هي مفارقة عرضية وليست رتبة على الحقيقة.
<40> قال الخزري: فلا رتبة إذا في المحسوسات بعد الإنسان.
<41> قال الحبر: فإن نجد انسانا يدخل النار فلا تؤذيه، ويزمن عن الطعام فلا يجوع، ويكون لوجهه نور لا تحتمله الأبصار، ولا يمرض، ولا يهرم، حتى إذا بلغ عمره مات موتا اختياريا كمن يصعد إلى فراشه لينام في يوم معلوم وساعة معلومة، مضافا إلى علم الغيب مما كان ويكون، أليس هذه الرتبة مفارقة في الجوهر لرتبة الناس.
<42> قال الخزري: بل إن هذه الرتبة هي إلهية ملكوتية إن كانت موجودة، وهذا من حكم الأمر الإلهي، لا من العقلي، ولا من النفساني، ولا من الطبيعي.
Page inconnue