L'Amour et la Beauté chez les Arabes
الحب والجمال عند العرب
Genres
فلما أن كان يوما جالسا عنده، إذ خرجت زوجة الملك وعليها زينتها، ووجهها جميل مشرق، كأنها الشمس الطالعة حسنا وضياء، فما لبث الغزال لا يميل طرفه عنها شغفا بباهر ما استرعاه منها، وجعل الملك يحدثه وهو لاه عن حديثه؛ فأنكر ذلك عليه، وأمر الترجمان بسؤاله، فقال له: عرفه أني قد بهرني من حسن هذه الملكة ما قطعني عن حديثه، فإني لم أر قط مثلها، وأخذ في وصفها، وما شاهده من عجيب جمالها ودلالها، حتى لكأنما شوقته إلى لقاء الحور العين، فلما ذكر الترجمان ذلك لملك الروم زاد إعجابه بالشاعر الغزال، كما سرت الملكة بوصفه لها.
غزال قد غزا قلبي
8
في كتاب «المطرب» حكى أبو الخطاب بن دحية أن الغزال - وشهرة اسمه «غزال» - أرسل إلى بلاد المجوس، وقد قارب الخمسين أو تزيد، وقد وخطه الشيب، ولكنه كان مجتمع الأشد، ضليع الجسم، قسيما وسيما، فسألته يوما زوجة الملك، واسمها (تود) عن سنه، فقال مداعبا: عشرون سنة. فقالت: وما هذا الشيب؟ فقال: وما تنكرين من هذا؟ ألم تري قط مهرا ينتج وهو أشهب؟ فأعجبت بقوله، وقال في ذلك:
كلفت يا قلبي هوى متعبا
غالبت منه الضيغم الأغلبا
إني تعلقت مجوسية
تأبى لشمس الحسن أن تغربا
أقصى بلاد الله في حيث لا
يلفى إليه ذاهب مذهبا
Page inconnue