قلت: «لكنني وعدتها.»
وذات يوم، قال لي إنه رآها - من نافذة مكتبه - تترجل عن حافلة، ولم يكن ذلك بالقرب من مستشفى سانت بول على الإطلاق.
قلت: «ربما كانت في استراحة.»
قال تشيس: «لم أرها قط في منتصف النهار من قبل. يا إلهي!»
اقترحت أن أصطحب السيد جوري في نزهة على كرسيه المتحرك بما أن الطقس قد تحسن، لكنه رفض الفكرة بجلبة أنبأتني عن يقين بأنه يبغض أن يدفع على الكرسي المتحرك على الملأ، أو ربما لأن من يدفعه شخص مثلي يأخذ راتبا ليقوم بهذه المهمة.
توقفت عن قراءتي للصحيفة لأطرح عليه هذا الاقتراح، وحينما حاولت مواصلة القراءة لوح بيده وأحدث جلبة أخرى ليخبرني بأنه قد سئم الاستماع إلي. وضعت الصحيفة جانبا، فأشار بيده السليمة نحو كومة من كتب القصاصات الموجودة على الرف السفلي للطاولة بجواره. ومرة أخرى أصدر مزيدا من الأصوات وجلبة أشد. كنت دوما أصف هذه الأصوات بأنها زمجرة أو غطيط أو نحنحة أو نباح أو غمغمة، لكنها هذه المرة بدت لي أشبه بالكلمات؛ بل كانت كلمات. لم يكن وقعها على مسامعي - فقط - كعبارات وطلبات حاسمة (على شاكلة «لا أريد»، أو «ساعديني في النهوض»، أو «دعيني أر كم هو الوقت الآن»، أو «أريد شرابا»)، لكنها بدت جملا أكثر تعقيدا، مثل: «يا إلهي! لماذا لا يكف هذا الكلب عن النباح؟» أو «يا له من جو حار!» (يقولها بعد أن أقرأ له مقالا ما في الصحيفة.)
لكن ما سمعته الآن كان: «دعينا نر إذا كان هناك ما هو أفضل مما في الصحيفة.»
تناولت مجموعة من الكتب من على الرف، ووضعتها على الأرض بالقرب من قدميه. ووجدت على أغلفتها الأمامية تواريخ أعوام قريبة مكتوبة بأقلام الشمع السوداء بخط كبير. تصفحت عام 1952، وطالعت جزءا مقتطفا من جريدة يتناول جنازة جورج السادس، وكان مكتوبا أعلاه بقلم الشمع: «ألبرت فريدريك جورج (1885-1952)»، وبجانبه صورة للثلاث ملكات في ملابس الحداد.
وفي الصفحة التي تليها طالعت خبرا عن طريق ألاسكا السريع.
قلت: «إنه سجل شائق، هل تريد مني مساعدتك في ملء صفحات سجل جديد؟ يمكنك أن تختار ما تريد قصه ولصقه، وسأقوم بالمهمة.»
Page inconnue