احتدت لهجتهما، وصارت كاث منفعلة ومتهكمة، وسونيه جادة وعنيدة.
قالت كاث: «لم يرغب لورانس في الإنجاب، وإنما شعر بالغيرة من أطفال فريدا الذين أنجبتهم من زواجها السابق.»
نظرت سونيه ما بين ركبتيها، وسمحت للرمال بأن تنسل بين أصابعها.
وقالت لكاث: «أعتقد أن الإنجاب أمر جميل، إذا كان باستطاعة المرأة فعله.»
تعرف كاث أن ثمة خطأ في جدالها. لماذا شعرت بهذا الغضب والانفعال الشديدين؟ لماذا تحولت للحديث عن الرضع والأطفال؟ هل لأن لديها طفلة، وسونيه ليس لديها أطفال؟ هل ما قالته عن لورانس وفريدا كان بسبب اعتقادها أن قصتهما تشبه قصة حياة كوتر وسونيه؟
عندما يتناقش المرء عن الأطفال، وضرورة عناية المرأة بأطفالها، يكون حديثه واضحا ولا يمكن لأحد لومه، لكن عندما فعلت كاث ذلك، كانت تحاول إخفاء شيء ما؛ فلم تستطع تحمل ذلك الجزء من القصة الذي يتحدث عن القصب والماء، وشعرت أنها تختنق باحتجاجات عديدة غير متسقة. لقد كانت تفكر في نفسها، وليس في أي أطفال. إنها المرأة التي ينتقدها لورانس، ولا يمكنها التصريح بذلك بوضوح؛ لأن ذلك قد يجعل سونيه تشك - بل يجعل كاث نفسها تشك - في افتقار كاث لشيء ما في حياتها، لا سيما أن سونيه قد قالت من قبل أثناء محادثة أخرى مزعجة: «سعادتي تعتمد على كوتر.» «سعادتي تعتمد على كوتر.»
صدم هذا التصريح كاث؛ فما كانت لتقول ذلك عن كنت أبدا. لم ترد أن ينطبق ذلك عليها.
لكنها لم ترد أن تعتقد سونيه أنها امرأة فشلت في حبها؛ امرأة لم تتعرض لكمد الحب، أو لم يعرض عليها.
2
تذكر كنت اسم المدينة التي تقع في أوريجون وانتقل إليها كوتر وسونيه، أو بالأحرى التي انتقلت إليها سونيه في نهاية فصل الصيف. كانت قد ذهبت إلى هذه المدينة لرعاية والدة كوتر عندما رحل كوتر إلى الشرق الأقصى في جولة صحفية أخرى. كانت هناك مشكلة حقيقية أو متخيلة بشأن عودة كوتر إلى الولايات المتحدة بعد رحلته إلى الصين. وعندما عاد في المرة التالية، خطط مع سونيه للالتقاء في كندا، وربما نقل والدته أيضا إلى هناك.
Page inconnue