ظلت السيدة جرين متحفظة إلى أن غادر الطبيب. وقفت بجوار النافذة وشاهدته وهو يدير سيارته وينطلق بها مغادرا، ثم قالت: «لعله لا ينبغي لي قول ذلك الآن، لكنني سأفعل. أنا سعيدة بأن ذلك حدث الآن، وليس في وقت لاحق بعد انتهاء فصل الصيف، وعودة الفتاتين للمدرسة؛ فالوقت متاح أمامي الآن لأجعلهما تعتادان على العيش في منزلنا، وعلى فكرة المدرسة الجديدة التي ستلتحقان بها. روبرت، أيضا، سيعتاد الأمر.»
كانت تلك المرة الأولى التي تدرك فيها إنيد أن السيدة جرين عزمت على أخذ الطفلتين للعيش معها، وليس فقط للإقامة في منزلها فترة من الوقت. كانت السيدة جرين متشوقة لهذا الانتقال، وتتطلع إليه على الأرجح منذ فترة. ومن المرجح أيضا أن تكون قد أعدت غرفتي الطفلتين وابتاعت الأقمشة لتفصيل ملابس جديدة لهما؛ فقد كانت تملك منزلا كبيرا وليس لديها أطفال.
استطردت السيدة جرين مع إنيد قائلة: «لا بد أنك ترغبين في مغادرة هذا المنزل أنت أيضا.» فما دام هناك امرأة أخرى في المنزل، فسيبدو المنزل منافسا لمنزلها، الأمر الذي قد يصعب على أخيها رؤية ضرورة انتقال الفتاتين إلى الأبد. «سوف يحتجزك روبرت هنا عندما يحضر.»
فقالت إنيد إن والدتها ستحضر لاصطحابها.
وردت السيدة جرين: «نعم، لقد نسيت والدتك وسيارتها الصغيرة السريعة.»
ابتهجت السيدة جرين، وأخذت تفتح في أبواب الخزائن، وتتحقق من الأكواب الزجاجية وفناجين الشاي لترى ما إذا كانت نظيفة لمراسم الجنازة أم لا.
وقالت: «يبدو أن ثمة شخصا انشغل بتنظيفها من قبل.» شعرت السيدة جرين آنذاك بالراحة الشديدة تجاه إنيد، وصارت مستعدة لمنحها بعض عبارات الإطراء.
انتظر السيد جرين بالخارج في الشاحنة، مع كلب الأسرة واسمه جنرال. نادت السيدة جرين على لويس وسيلفي الموجودتين بالدور العلوي واللتين نزلتا تركضان على السلم وتحملان بعض الملابس في أكياس ورقية بنية اللون. ركضتا عبر المطبخ، وصفقتا الباب بقوة خلفهما دون أن يلاحظا وجود إنيد.
قالت السيدة جرين: «هذا شيء لا بد أن يتغير.» مشيرة إلى صفق الباب. وسمعت إنيد الطفلتين وهما تحييان جنرال الذي أخذ في المقابل ينبح متحمسا لرؤيتهما. •••
وبعد يومين، عادت إنيد إلى المنزل وهي تقود سيارة والدتها بنفسها. وصلت في وقت متأخر من فترة بعد الظهيرة بعد انتهاء مراسم الجنازة. لم تكن هناك سيارات بالخارج، ما عنى أن كل السيدات اللاتي قدمن المساعدة في المطبخ قد عدن إلى منازلهن، وأخذن معهن الأشياء التي تخص كنيستهن من الكراسي الزائدة وفناجين الشاي وإبريق القهوة الكبير. وظهرت بالحشائش آثار سير السيارات وبعض الزهور المتساقطة المهشمة.
Page inconnue