فسألته عما يريدني أن أفعله.
قال لي: «ليس عليك سوى الحفاظ على ثباتها؛ فهي صغيرة السن، وليست معتادة على الأمر بعد. فلتغسلي يديك جيدا باستخدام الصابون الموجود في الزجاجة بدورة المياه في الدور السفلي.»
كانت المريضة مستلقية على سرير الفحص، تغطيها ملاءة من أول خصرها حتى أسفلها. أما الجزء العلوي من جسدها، فكان مغطى بالكامل بسترة من الصوف المحبوك ذات لون أزرق داكن - مغلقة أزرارها حتى أعلاها - وبلوزة بيضاء مزينة بالدانتيل عند حافة ياقتها. انسدلت هذه الملابس فوق عظمة الترقوة الناتئة وصدرها الذي كاد يكون مسطحا. كان شعرها أسود، وقد أحكمت جذبه إلى الخلف، وربطته على شكل جديلة، وثبتته بدبوس أعلى رأسها. وهذا الشكل المحتشم المزري جعل عنقها يبدو طويلا، وأوضح بنية العظام البارزة لوجهها ذي البشرة البيضاء؛ ومن ثم، بدت عن بعد وكأنها امرأة في الخامسة والأربعين من عمرها، لكن عند الاقتراب منها، اتضح أنها لا تزال في ريعان شبابها، ربما في العشرينيات من العمر. كانت قد علقت تنورتها خلف الباب، وبدا من خلفها طرف السروال الداخلي الأبيض الذي علقته بعناية تحتها.
أخذت ترتجف بقوة، مع أن جو العيادة لم يكن باردا.
قال أبي: «والآن يا مادلين، أول شيء يجب أن نفعله هو رفع ركبتيك لأعلى.»
تساءلت عما إذا كان يعرفها، أم أنه يسأل المريضة فحسب عن اسمها، ويدعوها بأي اسم ترد عليه به؟
قال لها: «برفق، برفق!» ووضع الركاب في المكان المخصص له، ثم أدخل قدميها فيه. كانت ساقاها عاريتين، وبدتا وكأنهما لم تتعرضا لأشعة الشمس قط، وكانت لا تزال ترتدي حذاءها الخفيف.
ارتجفت ركبتاها كثيرا في هذا الوضع الجديد حتى إنهما اصطكتا معا.
قال لها أبي: «عليك التزام الثبات أكثر من ذلك؛ فلا يمكنني، كما تعلمين، القيام بمهمتي إلا إذا قمت أنت بما عليك فعله. هل ترغبين في وضع بطانية عليك؟»
ثم قال لي: «فلتحضري لها بطانية. ستجدينها على الرف السفلي هناك.»
Page inconnue