وأضاف بذات الصوت المرتعد الناقم: «الطفلتين»؛ وبدت لها الإشارة إلى البنتين بكلمة «الطفلتين» بدلا من «الصغيرتين» وكأنها صفعة على وجهها، تهديد خطير، عادل وجدي.
قال براين: «ستبقى الطفلتان معي يا بولين، هل تسمعينني؟»
قالت بولين: «لا. سمعتك لكن ...» «حسنا. لقد سمعتني. تذكري دائما، ستبقيان معي.»
لم يكن بوسعه فعل شيء أكثر من هذا كي يجعلها ترى عواقب فعلتها، وما كانت ستئول إليه الأمور، ويعاقبها به - إن أصرت - وما كان أحد ليلومه على هذا. ربما سيصدر منها بعض التحايل والمساومات، وبلا شك ستذل نفسها في سبيل إبقائهما معها. لكن تلك المشكلة ستكون أشبه بغصة في حلقها، وستظل هذه الغصة مكانها حتى تعدل عن رأيها تماما؛ ستبقى الطفلتان معه.
كانت سيارتهما - سيارتها هي وبراين - لا تزال في مرأب النزل منذ أن حضرت، ولعل براين سيطلب من أحد أبويه أن يوصله كي يحضر السيارة من هناك. كانت المفاتيح في حقيبة يدها، لكن للسيارة مفاتيح احتياطية ولا بد أنه سيحضرها. ومع ذلك، فتحت باب السيارة وألقت المفاتيح على المقعد، ثم قفلت الباب من الداخل.
فات أوان التراجع، لم يعد باستطاعتها أن تلج إلى سيارتها وتقودها عائدة له معترفة بجنونها. إذا فعلت هذا، فسيسامحها لكنه لن يستطيع تجاوز الأمر ولن تتجاوزه هي أيضا. لكن مع هذا، سيستكملان حياتهما معا كما فعل غيرهما.
خرجت من المرأب وسارت بجوار الرصيف متجهة نحو المدينة.
تذكرت ثقل مارا على مفصل ساقها بالأمس، وتذكرت آثار أقدام كيتلن على الأرض. «بو. بو.»
لا تحتاج بولين المفاتيح كي تعود إليهما، لا تحتاج السيارة؛ يمكنها طلب توصيلة من الطريق السريع. فلتستسلم؛ تستسلم وتعود إليهما مهما كانت العواقب، فكيف لا يمكنها فعل ذلك؟
كأن رأسها داخل كيس يكتم أنفاسها، كلما فكرت في العودة.
Page inconnue