L'amour d'Ibn Abi Rabia et sa poésie
حب ابن أبي ربيعة وشعره
Genres
فأما ما أسدل ابن أبي ربيعة من الحلل الجديدة الفاخرة، على المعاني القديمة الباهرة، وما تندر به من التراكيب الطريفة المخترعة، والتعابير الحديثة المبتدعة، فإنا نرحم الأدب من أن يعجب بها كاتب فيزين بها نثره، أو يخدع بها شاعر فيجمل بها شعره، إذ كانت في جملتها من الاستعارات الفاسدة، والمجازات المردودة، مما ينبو عنه الطبع، ويمجه الذوق السليم، فما حسن إنكاح النوم في قوله:
حتى إذا ما الليل جن ظلامه
ونظرت غفلة كاشح أن يعقلا
واستنكح النوم الذين نخافهم
وسقى الكرى بوابهم فاستثقلا
خرجت تأطر في الثياب كأنها
أيم يسيب على كثيب أهيلا
41
وعلى أي وجه تجري هذه الاستعارة، ومن أي سبيل يجوز هذا المجاز؟ إن هذا إلا اختلاق.
ولست أدري لم لم يفتن الكاتب أيضا بما أبدع ابن أبي ربيعة من تشبيه الحسناء وهي تتثنى، بالحية وهي تتلوى؟! فهو أيضا تعبير مخترع، وتشبيه مبتدع، لا يقل عن إنكاح النوم في السماجة، ولا ينقص في الفضول؟ وإنهم ليعجبون أيضا بقوله:
Page inconnue