إذن والحالة هذه فما علاقة الحب بالزواج؟ يقول شوشر: «من كان عبدا في الحب يصبح سيدا في الزواج.» أما أوسكار وايلد فيقول: «يجب أن تحب دائما، ولذلك ينبغي ألا تتزوج.»
غير أن هناك من يعتقد أن الزواج يطفئ نار الحب، وهناك من يرى أنه لا سبيل إلى الهروب من الحب إلا بكلمة واحدة، هي الزواج. ولعل روسو قد صدق حين قال: «إذا أردت أن تحطم الحب، ففكر في الزواج.» وتؤيده في ذلك ماري كورلي: «إن الحب مجرد وهم يبدده الزواج.»
وهناك فريق آخر يرى أن الحب ليس شرطا في بقاء الزواج أو انفصام عراه، فقد ينقلب زواج الحب إلى مقت، كما قد ينقلب زواج الكراهية إلى حب.
ويرى فريق ثالث أن لا علاقة بين الحب والزواج، فهذا شيء وذاك شيء آخر، وأن الحب من وحي السماء وأما الزواج فمن صنع الأرض.
ومن الناس من يعتقد أن الزواج قسمة ونصيب، وأن الحب شيء لا وجود له إلا في الكتب. ومنهم من يرى الحب مرضا يشبه الزكام، أما الزواج فهو شيء صحيح سليم لا يقبل أن يعيش مع آخر مريض.
غير أنه يوجد من يرى أن زواج الحب هو الزواج القوي الباقي؛ لأنه يحصن الزوجين ضد الفراق ولوعته، فكلما حاولا أن يفترقا حال الحب دون أن يبتعدا عن بعضهما.
وهناك من يقولون إن الحب لا يعرف عمقه إلا ساعة الفراق؛ فالبعد للحب كالهواء للنار يلاشيها إذا كانت قليلة، ويثيرها إذا كانت شديدة.
والفراق في نظر «كوتون» يطفئ نيران الحب المستعرة، ويلطف العاطفة المشتعلة، ويهدئ خلجات القلب.
ومن ثم لزم لنا أن نصدق إذن «ألفونس كار» حين يقول: «الحب يولد من لا شيء، ويموت بأي شيء.»
أما «بروك» فيعتقد أن الحب قد يموت، فيقول: «سأعيش لك دائما، فإذا ذبل الحب في قلبك وجب أن تذبل زهرة حياتي. ولكن أليس من العجيب أن أظل حيا بينما يموت حبي!»
Page inconnue