وكانت العادة المتبعة أن يوضع قبر الفتاة الصغيرة تحت حماية «فينوس»، وأن يزين أحيانا بتمثال لها.
أحبت «فينوس» كما يحب البشر، وهام قلبها بالحب والغرام، وتدلهت بالعشق والهيام، حتى صار يضرب المثل بغرامياتها، وعشقياتها.
وقد طلب آلهة كثيرون الزواج منها فرفضت، ثم طلب زوس كبير الآلهة، وملك الأرباب والبشر أن يتزوجها فرفضت بإباء وشمم رفضا باتا؛ فعز على كبير الآلهة أن ترفضه «فينوس» التي أسرت قلوب الجميع بجمالها ورشاقتها، وحلو حديثها ورقتها، وطلاوتها وبهجتها، فصمم على الانتقام منها.
انتقم زوس من «فينوس»، انتقاما ينم عن الحقد الكامن والغيظ المتلهب، فزوجها من «رب النار» ذي الوجه القبيح المشوه.
ولكن «فينوس» أحبت «رب الحرب والكرب والضرب»، وتملك حبه من شغاف قلبها، واستولى على فؤادها ولبها؛ فألحق بها هذا الحب العار والفضيحة، بعد أن كشف سره زوجها المسكين «هيفايستوس» رب النار، والحداد الماهر، الدميم الخلقة، المشوه الأعضاء.
راحت «فينوس» بعد ذلك تنتقل من حب إلى حب، ومن أحضان إلى أحضان. فأحبت من الآلهة من أحبت، واشتهت من البشر من اشتهت.
هامت بحب «أدونيس» الفتى الصياد الجميل القسمات، العريض المنكبين، الأدعج العينين، بعد أن أقنعته بترك الصيد من أجلها.
كذلك أحبت «أنخيسيس» الراعي، واشتبكت من أجله ومن أجل حبه في نضال مستمر مرير مع ملكة الآلهة، حتى يحقق حبيبها حظه في الحياة، بأن يؤسس الإمبراطورية الرومانية.
كان يلذ ل «فينوس» حب جميع الرجال ولا سيما الشباب منهم، المفتولو العضلات، الأقوياء الأجسام، ذوو الوجوه الباسمة الجميلة، والرقة الأخاذة.
وهناك قصص لا تعد ولا تحصى عن الكيفية التي كانت تساعد بها من يحظى بحبها، ويتذوق حلو غرامها، وكذلك المآسي التي سببها نشاطها. ورغم كل ذلك، اعتبرت «فينوس» مثال الأنوثة الكاملة التي يمشي في ركابها كل ما يمثل الحب والضحك والكياسة والرقة واللطافة.
Page inconnue