فجأة نهضت جادا وانصرفت عن لعب الصبا.
همست وأنا أرتجف: نريد أن نصلي.
ركعنا في خجل بين الأوراق والأشجار.
كان النقاء، كانت البراءة هي ما نطقت به قلوبنا الصبية ...
يا إلهي الرحيم .. كم كانت تلك الساعة رائعة الجمال!
كم هتف الصوت الهامس بك: يا أبانا!
وكم تعانق الصبيان ومدا الأيدي نحو السماء!
وكم احترق قلباهما وهما يقسمان على العودة للصلاة!
هلدرلين في الثامنة عشرة من عمره.
كل شيء في هذه القصيدة الساذجة الحلوة يشهد بعاطفة الإيمان الصادقة؛ الرعشة الإلهية التي تعرو الصبي، الانصراف عن لهو الصبا وألعابه إلى منبع الوجود وسره، عهد الوفاء للقسم المقدس وإخلاص النية من القلب الخاشع والنظرة التقية. وكلمات تتردد هنا في حياء لتعلن عن نفسها بعد ذلك في قصائده الكبرى: الجد والقداسة والحياء والنقاء والبراءة. والقلم الموهوب القادر على إضفاء اللون البارز على اللوحة كلها بعبارة واحدة:
Page inconnue