145

كانت أياما حلوة. لكن تبعتها

ظلمة غسق محزن.

ها أنت تؤكد أبدا يا حبي

أنك وحدك في هذا العالم

لكنك لا تدري شيئا عن هذا ...

وتنقطع القصيدة التي لم يتمها الشاعر. إن نغمة الشكوى والأنين تصل إلى الأسماع. وهي تحمل كل عذاب الذات وعجزها ويأسها. لكن هذه النغمة نادرة قصائده المتأخرة والعودة إلى الماضي البعيد توشك ألا تتكرر، اللهم إلا في قصيدة واحدة تفاجئنا بقلق وجودي غريب على الشاعر والعصر جميعا. إنها قصيدة واحدة كما قلت، سماها الشاعر «نعيم هذا العالم»، وتلفت فيها على غير عادته للوراء، وختمها بالاعتراف بسأمه وحنيه إلى الموت :

هذا العالم ذقت نعيمه،

انصرمت ساعات شبابي،

ما أبعدها! ما أبعدها!

أبريل بعيد، مايو، يوليو

Page inconnue