Le Hobbit et la philosophie : quand les nains, le magicien perdent leur chemin
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genres
هوامش
الفصل السابع عشر
الذهاب والعودة مجددا
أغنية للبراءة والخبرة
جو كراوس
قرأت رواية «الهوبيت» مؤخرا بصوت مرتفع لابني ، اللذين كانا آنذاك في السادسة والثامنة من العمر، إلا أنني لا أعلم إن كنا قد سمعنا نفس الكتاب. صحيح أن ثلاثتنا قد شققنا طريقنا معا من الشاير، عبورا بميركوود وصولا إلى الجبل الوحيد، إلا أن تجربتي كانت مختلفة عن تجربتهما. لقد كنت أقرأ الكتاب للمرة الثامنة أو نحو ذلك، ولكنه كان جديدا بالنسبة لهما.
حين كانا بصدد التعرف على أنفاق الهوبيت، كنت أنا أعلم أن بيلبو سوف يغادر من أجل مغامرته من فوره. وحين كانا يتدربان على قراءة قائمة الأسماء للأقزام الثلاثة عشر، كنت أنا أعرف أن ثورين وفيلي وكيلي لن ينجوا. وحين تهللا لعودة بيلبو في النهاية، كنت أعلم أنها مجرد نهاية مؤقتة؛ فقد كنت أعرف من «سيد الخواتم» أن خاتم بيلبو «الثمين» كان يمثل شرا في غاية القوة لدرجة أنه سيستنزفه، تاركا إياه بجروح بالغة حتى إنه لم يستطع أن يجد المداواة إلا بالتراجع إلى ريفيندل، ثم بمغادرة الأرض الوسطى في النهاية.
بينما كانا يخوضان في قصة كنت قد أكدت لهم أنها تستحق الإصغاء، كنت أنا أعود لجزء سابق من أجل قصة أكبر، فصل صغير في التاريخ الطويل لأرض تولكين الوسطى. لقد أردت مشاركة الكتاب معهما؛ لأنني تمنيت أن يستمتعا به. ولم يكن هناك وسيلة أستطيع أن أخبرهما بها كيف أن الكتاب يبدو مختلفا لشخص يعرف أنه في موضع آخر في الملحمة يعذب مورجوث أبناء هورين، أو يذبح الملك العراف أهل أرنور في بيوتهم، أو أن تدمير الخاتم الأوحد يحمل معه هلاك الجن الأخير.
بعبارة أخرى، تسير «الهوبيت» بطريقتين مختلفتين ومتضاربتين اعتمادا على كم الخبرة التي تضفيها على قراءتك لها؛ فهي تشكل أفضل مقدمة بالنسبة لشخص لا يعرف شيئا عن عالم تولكين؛ إذ إنها تفترض عدم وجود إلمام أو معرفة بالأعمال الأخرى، ولما يظهر بها من أثر لصيغة مغامرة من مغامرات الجنيات. أما للقراء الذين يعرفون تولكين، فهي تقدم دعوة مضادة. وعند هذه النقطة، يكمن التحدي في استعادة شعور البهجة البسيطة المرتبط بما يمكن أن يبدو كقصة للأطفال ، وتوفيقها مع رواية «سيد الخواتم» الأكثر كآبة وقتامة وحكايات العصور الأولى للأرض الوسطى. بمعنى أنها تدعو القراء المحنكين لمحاولة العودة إلى حالة من البراءة النسبية. إنها تناشدنا العودة إلى البداية بوعي كامل بالنهاية.
تأمل، على سبيل المثال ، الوعد المنقوص قرب بداية «الهوبيت»: «هذه قصة تحكي كيف خاض أحد أفراد عائلة باجنز مغامرة ليجد نفسه يفعل ويقول أشياء غير متوقعة تماما. ربما يكون قد فقد احترام الجيران، ولكنه فاز؛ حسنا سترى إذا ما كان قد فاز بأي شيء في النهاية.»
Page inconnue