Le Hobbit et la philosophie : quand les nains, le magicien perdent leur chemin
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genres
لأجل ذلك، سوف تحتاج للجوء لخبراء المجال. أما إجراءات اتخاذ القرار، على الجانب الآخر، فهي من صميم اختصاصهم.
6 «إجراءات اتخاذ القرار» هي استراتيجيات التفكير التي تساعدنا على استخلاص النتيجة الأقرب من المعلومات ذات الصلة المتوافرة لدينا. وهناك الكثير من إجراءات اتخاذ القرار المختلفة، وسوف يعتمد تحديد الإجراء الذي تحتاج إليه على المعلومات التي تريدها. وتكون الإجراءات بسيطة ومباشرة نوعا ما حين تكون المعلومات مؤكدة، كما في الرياضيات أو المنطق. أما حين تكون معلوماتك منقوصة أو تعتمد على أحداث أخرى، فتزداد الإجراءات تعقيدا. والقرارات التي تواجه المغامرين أمثال بيلبو تتخذ بشكل شبه دائم وسط جو من عدم اليقين بشأن عواقب القرارات المتاحة.
ثمة نموذج كلاسيكي للتفكير وسط ريبة وشك يطلق عليه «معضلة السجينين». يعرف الهوبيت بالطبع بأنهم يكونون لصوصا متخفين إذا شاءوا ذلك. تخيل أنك هوبيت، وافترض أنك وشريكا لك في السرقة قد قبض عليكما بواسطة الشرطة وجرى استجوابكما في غرفتين منفصلتين. يقدم لك معتقلوك خيارين: يمكنك إما الاعتراف على شريكك أو الامتناع عن الكلام. ولسوء الحظ، تعلم أن عواقب كل خيار، في هذه الحالة، تعتمد على الاختيار الذي يتخذه شريكك؛ فإذا اخترت أن تعترف عليه ورفض هو ذلك فسوف يطلق سراحك فيما سيقضي شريكك عشر سنوات في الأنفاق المغلقة (الأنفاق التي يتخذها رجال شاركي سجونا في «سيد الخواتم»). بالمثل، إذا اعترف هو ورفضت أنت؛ فسوف يطلق سراحه ويحكم عليك بعشر سنوات. أما إذا اعترف كلاكما، فسوف تذهبان إلى السجن لخمس سنوات، وإذا رفض كلاكما الاعتراف وتم تحويل قضيتكما إلى القضاء، فسوف يذهب كلاكما إلى السجن لمدة عامين. ولتقييم هذه الخيارات بشكل أوضح، يمكننا تمثيلها بالنموذج التالي:
في هذا المخطط البياني للقرار، لا توجد وسيلة «للتأكد» من اختيار شريكك. أنت تعرف أنه إذا تمسك كلاكما بالصمت أمام الاستجواب، فيمكنكما الإفلات بعامين فقط في السجن. ولكنكما تواجهان الاحتمال المؤسف: أن شريكك سوف يعترف عليك (وهو احتمال غير جذاب للغاية بالنسبة لهوبيت)، وسوف تضطر لقضاء «عشر» سنوات في السجن بينما ينعم هو بالحرية. بدون القدرة على التحدث إلى شريكك، كيف تحدد التصرف الأمثل؟
ثمة واحدة من أقدم وأشهر الأدوات الخاصة بالتفكير وسط الريبة والشك يطلق عليها «نظرية المنفعة المتوقعة». تتمثل الفكرة الأساسية لهذه النظرية في التالي، حين تعلم باحتمالية حدوث نتائج كل اختيار في قرار ما، وتعلم مدى تقديرك لكل نتيجة، سوف تخبرك عملية حسابية بسيطة أي قرار سيصب في صالحك.
7
وتعتبر «شجرة القرار» هي الطريقة الأكثر بديهية وحدسية لاستخدام نظرية المنفعة المتوقعة، وتصلح للكثير من إشكاليات القرار البسيطة. وسوف نبدأ في تطبيقها على معضلة السجينين، وبعدها سنرى كيف استطاع بيلبو تطبيقها بشكل جيد.
إذا كنت أواجه معضلة السجينين، فعلي أن أتخذ القرار بناء على عواقبه «بالنسبة لي»؛ فإدراك ذلك يتيح لي التركيز على المعلومات ذات الصلة. لدي خياران (انظر الشكل التالي)، لكل خيار يوجد احتمال بنسبة خمسين بالمائة أن شريكي إما سوف يعترف أو يرفض الحديث. إذا اعترفت واعترف هو؛ فسوف أقضي خمس سنوات في السجن، وإذا اعترفت ورفض هو الاعتراف؛ فلن أحصل على أي حكم بالسجن، وهكذا.
لمعرفة أي اختيار هو الأمثل بالنسبة لي، لا أحتاج سوى ضرب احتمال وقوع النتيجة (إذا كانت الفرصة متساوية، تكون هذه الاحتمالية بنسبة خمسين بالمائة) في مدى تقديري للعواقب (وتقديري، في هذه الحالة، هو قضاء أقل عدد من السنوات في السجن). بعد ذلك أقوم بجمع النتائج لكل عاقبة محتملة.
تمثل الإجابات متوسط عدد السنوات التي سأضطر لقضائها في السجن لكل قرار. ولما كنت راغبا في الحصول على أقل عدد ممكن من السنوات، فمن مصلحتي أن أعترف. (2) في ضوء العمالقة: نظرية المنفعة المتوقعة
Page inconnue