Le Hobbit et la philosophie : quand les nains, le magicien perdent leur chemin
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genres
ولعل الإجابة الأكثر بديهية ستتمثل في «رسالة تعني ما انتوى مؤلفها أن تعنيه.» ومن ثم يكون الهدف من التأويل هو اكتشاف ماهية تلك النية من الأساس. ويطلق على النظرية القائلة بأن معنى أية رسالة يطابق نية مؤلفها اسم «القصدية». ومن أشهر المدافعين عن القصدية هو المعلم وأستاذ اللغة الإنجليزية السابق بجامعة فيرجينيا إي دي هيرش الابن.
إن جوهر شخصية بيلبو، كما نعلم، يدور حول البديهة والمنطق السليم، وتركيزه على نوايا رفيقه في لعبة الألغاز يكمن وراءه سبب وجيه. فقد كان لديه شك في أن جولوم يريد أن يلتهمه. والواقع أنه يوافق فيما يبدو على ممارسة لعبة الألغاز فقط لشراء بعض الوقت بينما يحاول التعرف على هوية جولوم ومدى خطورته. ومن ثم كثيرا ما لا تكون الأسئلة التي يطرحها عن ألغاز جولوم من نوعية «ما الذي تعنيه هذه الكلمات؟» بل «ما الذي «يقصد» هذا المخلوق أن تعنيه الكلمات؟» في هذه الحالات يكون فهم نص اللغز مثله مثل فهم مرجعية الكلمات المقصودة، وهو الأمر الذي يكون أكثر سهولة تماما لسببين: (1) أن الإجابات على ألغاز جولوم القليلة الأولى تعكس إلى حد ما بيئته المباشرة - «جبل»، «ظلام»، «أسماك» - و(2) أن بيلبو كان قد سمع الكثير من الألغاز من قبل، ربما في بيئة أقل عداء؛ حيث كان قادرا على التحقق من مقاصد صاحب اللغز.
غير أن هناك مشكلة واضحة فيما يتعلق بالتعامل مع مقصد المؤلف بوصفه المحدد للمعنى، مثلما يكتشف بيلبو. فإذا كانت الوسيلة الوحيدة للتثبت من معنى لغز ما هي من خلال مقصد المؤلف، فكيف لنا أن نعرف يقينا مقصد المؤلف؟ هناك بعض الإجابات الممكنة لهذا السؤال.
ربما يمكننا ببساطة أن نسأل المؤلف عما يقصده. ولكن هذا ليس خيارا متاحا لبيلبو، للأسف، وكان من شأنه أن يدمر الفكرة من وراء اللعبة برمتها، بل قد لا يكون هذا خيارا يعتمد عليه تماما لأي شخص؛ إذ إنه لكي تستوعب رسالة المؤلف، نطلب من المؤلف أن يقدم لنا رسالة أخرى. وهذا أمر رائع إذا كنا ببساطة قد أخطأنا السمع أو طلبنا توضيحا من المؤلف. ولكن إذا كانت الرسالة الثانية تفتقر للوضوح مثل الأولى، فقد يجد المرء نفسه في شيء أشبه بدائرة مفرغة.
عوضا عن ذلك، في حالة غياب المؤلف أو عدم استعداده للإفصاح عن مقصده، فقد نحاول تحديد المقصد بأنفسنا من الدلائل المتروكة في كل من الرسالة وسلوك المؤلف أو تاريخه. ويبدو أن هذه هي الاستراتيجية التي وقع عليها اختيار بيلبو حين يسأل جولوم: «حسنا، ما هذا؟ ... الإجابة ليست قدرا يغلي، مثلما يبدو أنك تعتقد من الجلبة التي تحدثها.»
4
إن اللغة من منظور هيرش دائما ما تكون أداة للمستخدم، ولا يمكن أن تصنع أو تحدد المعنى بمفردها. ففي النهاية، لو كانت اللغة تحدد نفسها بنفسها، لما ظهرت بيننا كل هذه الخلافات المتعددة بشأن التأويل. وفي ذلك يقول: «إن أي سلسلة متتابعة من الكلمات لا تعني شيئا محددا إلى أن يقصد أحدهم شيئا بها، أو يفهم منها شيئا.»
5 (3) فسر لي هذا، بروفيسور هيرش
إن المقصد من وراء نظرية هيرش، من مناح عدة، توفير بعض اليقين والثقة في تفسير النصوص. ولكن من قبيل «الخداع» أن نتحدث بدراية مطلقة في هذا السياق، حتى لو كانت القصدية هي الطريقة الأكثر شيوعا للتفكير بشأن المعنى إلى حد بعيد. ويبدو أن بيلبو نفسه يكتشف عن طريق المصادفة والمعلومات العامة أكثر من تخمين مقاصد جولوم الخفية. إن لغز جولوم الخامس صعب على بيلبو، ومجرد التفكير في دافع جولوم - من رغبته في التهام الهوبيت - لا يبدو مجديا:
هذا الشيء يلتهم كل الأشياء:
Page inconnue