Le Parti Hashimite et la Fondation de l'État Islamique
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Genres
ولا بأس هنا من إيراد نص يحكي عن اعتقاد في علاقة عبد المطلب وسننه بالسماء، واستجابة السماء له؛ يقول:
ولما سقوا لم يصل المطر إلى بلاد قيس ومضر، فاجتمع عظماؤهم (وذهبوا إليه يقولون): قد أصابتنا سنون مجدبات، وقد بان لنا أثرك وصح عندنا خبرك، فاشفع لنا عند من شفعك، وأجرى الغمام لك. فقال عبد المطلب: سمعا وطاعة ... ثم قال: اللهم رب البرق الخاطف، والرعد القاصف، رب الأرباب، وملين الصعاب، هذه قيس ومضر، من خير البشر، قد شعثت رءوسها، وحدبت ظهورها، تشكو إليك الهزال، وذهاب الناس والأموال، اللهم فافتح لهم سحابا خوارة، وسماء خرارة، لتضحك أرضهم، ويزول ضرهم. فما استتم كلامه حتى نشأت سحابة سوداء دكناء، لها دوي، وقصدت نحو عبد المطلب، ثم قصدت نحو بلادهم؛ فقال عبد المطلب: يا معشر قيس ومضر، انصرفوا فقد سقيتم. فرجعوا وقد سقوا.
23
أما ما جاء عن فخر له يكظم عليه ولا يظهره؛ فقد كان زعما واضحا في الحديث المتواتر في كتب السير والأخبار، عن اللقاء السري الذي تم بينه وبين سيف بن ذي يزن، عندما قاد وفد قريش لتهنئته باستقلال بلاده عن الحبشة. وبهذا الشأن يورد ابن عبد ربه ما زعم أنه دار في هذا اللقاء، في حديث مسجوع الفواصل؛ فقال سيف - فيما يزعمون - لعبد المطلب:
إني مفوض إليك من سر علمي أمرا لو غيرك كان لم أبح له به، ولكني رأيتك موضعه فأطلعتك عليه، فليكن مصونا حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره. فإني أجد في العلم المخزون، والكتاب المكنون الذي ادخرناه لأنفسنا، واحتجبناه دون غيرنا، خيرا عظيما، وخطرا جسيما، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة، للناس كافة ولرهطك عامة، وبنفسك خاصة ... إذا ولد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم القيامة ... هذا حينه الذي يولد فيه، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، وقد وجدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا (المقصود هنا أهل يثرب؛ فهم من أصل يمني)، يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويفتتح كرائم الأرض، ويضرب بهم الناس عن عرض، يخمد النيران، ويكسر الأوثان، ويعبد الرحمن، قوله حكم وفصل، وأمره حزم وعدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله ... والبيت ذي الطنب، والعلامات والنصب، إنك يا عبد المطلب، لجده من غير كذب. فخر عبد المطلب ساجدا ... قال ابن ذي يزن: اطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك؛ فإني لست آمنا أن تدخلهم النفاسة، في أن تكون لكم الرياسة، فيبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، وهم فاعلون وأبناؤهم.
ويردف ابن عبد ربه القول: إن ابن ذي يزن «أمر لكل منهم بعشرة أعبد، وعشر إماء سود، وخمسة أرطال فضة، وحلتين من حلل اليمن، وكرش مملوءة عنبرا، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك. فكان عبد المطلب بن هاشم يقول: يا معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك؛ فإنه إلى نفاذ، ولكن يغبطني مما يبقى لي ذكره وفخره لعقبي. فإذا قالوا له: وما ذاك؟ قال: سيظهر بعد حين.»
24
وعن اليقين بعلم عبد المطلب بأمر حفيده؛ يتحدث كتبة التراث مسلمين بالأمر كما لو كان حقائق صادقة صدقا مطلقا، ثم يقصون أقاصيص تعبر عن هذا التسليم وذاك اليقين؛ فيذكرون عن ولده العباس (رضي الله عنه) قوله: «قال عبد المطلب: قدمت من اليمن في رحلة الشتاء، فنزلنا على حبر من اليهود يقرأ الزبور، فقال: من الرجل؟ قلت: من قريش. قال: من أيهم؟ قلت: من بني هاشم. قال: أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قلت: نعم ما لم يكن عورة. قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيها، ثم نظر في الأخرى، فقال: أنا أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنما نجد ذلك (أي كلا الملك والنبوة) في بني زهرة! فكيف ذاك؟! قلت: لا أدري ... فقال: إذا تزوجت فتزوج منهم. فلما رجع عبد المطلب إلى مكة تزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف! فولدت له حمزة وصفية. وزوج ابنه عبد الله أمنة بنت وهب أخي وهيب، فولدت له رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فكانت قريش تقول: فلح عبد الله على أبيه؛ أي فاز وظفر ... ثم رأيت في أسد الغابة ... أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد ... وجاز أن يكون الملك والنبوة اللذان تكلم عنهما الحبر، هما نبوته وملكه
Page inconnue