Le Parti Hashimite et la Fondation de l'État Islamique
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Genres
4
أما ابن كثير فقد أكد أن بني عبد مناف قد «صارت إليهم الرياسة، وكان يقال لهم المجيرون؛ وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم، ليدخلوا في التجارات إلى بلادهم.»
5
وقد استقرت ألوية الشرف (القيادة والسقاية والرفادة) المنتزعة من بيت عبد الدار لبيت عبد مناف، في يد هاشم بن عبد مناف بالتحديد دون بقية إخوته؛ لذا فما إن رحل أخوه عبد شمس عن الدنيا حتى ساورت ولده أمية الأطماع في أخذ ما بيد عمه من ألوية الشرف بالقوة، ووقف نوفل مؤقتا على الحياد، وكادت الحرب تقطع صلات الرحم، وتهدر الدم الموصول. ومرة أخرى تفادى القوم الكارثة، فرضوا بالاحتكام إلى كاهن خزاعي؛ فقضى الكاهن بنفي أمية بن عبد شمس عشر سنوات إلى منفى اختياري، ولم يجد أمية بدا من الرضا بحكم ارتضاه؛ فشد رحاله إلى بلاد الشام ليقضي بين أهلها من السنوات عشرا.
6
وهكذا، دارت العداوات حول هاشم؛ عداوة بني عبد الدار، وعداوة بني عبد شمس الذي انضم إلى حزب عبد الدار (ونوفل يقف محايدا)؛ عداوة بني عبد الدار لاعتبار ما بيد هاشم من ألوية شرف هو حق خصهم به جدهم قصي، وعداوة بني عبد شمس لاعتبار أنفسهم شركاء في التشريف الذي ناله هاشم بن عبد مناف.
وكانت السنوات العشر التي قضاها أمية بن عبد شمس في منفاه الشامي رصيدا لبيته الأموي من بعده ؛ فقد ارتبط هناك بأهلها بأواصر السنين والمصاهرة التي كانت لأبنائه ذخرا وعتادا؛ حيث قامت هناك دولة كبرى بعد سنين، يرأسها حفيده معاوية؛ تلك التي عرفتها الدنيا باسم الدولة الأموية. وكان حكم الكاهن الخزاعي مدعاة لفرقة وفجوة بين بيت هاشم وبيت عبد شمس وولده أمية، ورثها الأبناء والحفدة، حتى فيما بعد قيام الدولة الإسلامية؛ حيث استمر الصراع ممثلا في الأمويين (نسبة لأمية بن عبد شمس) والعباسيين (نسبة للعباس بن عبد المطلب بن هاشم، الذي ظلت بيده ألوية الشرف، من سقاية ورفادة بتصريح من النبي
صلى الله عليه وسلم )، أو بين المذهب الشيعي والمذهب السني. ورغم محاولات قريش رأب الصدع مبكرا، بعقد حلف الفضول بين الأطراف المتنازعة، فإن الصدع استمر يغور ويتسع - باستمرار وإصرار - بين أبناء العمومة.
7
بنو هاشم من التكتيك إلى الأيديولوجيا
Page inconnue