Hitta Fi Dhikr
الحطة في ذكر الصحاح الستة
Maison d'édition
دار الكتب التعليمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Bibliographies et guides
والديلمي وَابْن عبد الْبر وأمثالهم وَكَانَ أَو سعهم علما عِنْدِي وأنفعهم تصنيفا وأشهرهم ذكرا رجَالًا أَرْبَعَة متقاربين فِي الْعَصْر
أَوَّلهمْ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ وَكَانَ غَرَضه تَجْرِيد الْأَحَادِيث الصِّحَاح المستفيضة الْمُتَّصِلَة عَن غَيرهَا واستنباط الْفِقْه والسيرة وَالتَّفْسِير مِنْهَا فصنف جَامعه الصَّحِيح فوفى بِمَا شَرط ونال من الشُّهْرَة وَالْقَبُول دَرَجَة لَا ترام فَوْقهَا
قلت وَفِي كتاب العبر لِابْنِ خلدون وَأما البُخَارِيّ وَهُوَ أَعْلَاهَا رُتْبَة فاستصعب النَّاس شَرحه واستغلقوا منحاه من أجل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من معرفَة الطّرق المتعددة ورجالها من أهل الْحجاز وَالشَّام وَالْعراق وَمَعْرِفَة أَحْوَالهم وَاخْتِلَاف النَّاس فيهم وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى إمعان النّظر فِي التفقه فِي تراجمه لِأَنَّهُ يترجم التَّرْجَمَة ويورد فِيهَا الحَدِيث بِسَنَد أَو طَرِيق ثمَّ يترجم أُخْرَى ويورد فِيهَا ذَلِك الحَدِيث بِعَيْنِه لما تضمنه من الْمَعْنى الَّذِي ترْجم بِهِ الْبَاب وَكَذَلِكَ فِي تَرْجَمَة وترجمة إِلَى أَن يتَكَرَّر الحَدِيث فِي أَبْوَاب كَثِيرَة بِحَسب مَعَانِيه واختلافها وَمن شَرحه وَلم يسْتَوْف هَذَا فِيهِ فَلم يوف حق الشَّرْح كَابْن بطال وَابْن الْمُهلب وَابْن التِّين وَنَحْوهم وَلَقَد سَمِعت كثيرا من الْمَشَايِخ رَحِمهم الله تَعَالَى يَقُولُونَ شرح كتاب البُخَارِيّ دين على الْأمة يعنون أَن أحدا من عُلَمَاء الْأمة لم يوف مَا يجب لَهُ من الشَّرْح بِهَذَا الِاعْتِبَار انْتهى
وَقَالَ الْمُصْطَفى الشهير بحاجي خَليفَة فِي كشف الظنون لَعَلَّ ذَلِك الدّين قضى بشرح الْمُحَقق ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي والعيني بعد ذَلِك انْتهى
قلت وَلذَلِك لما قيل لشيخ شُيُوخنَا الكاملين مَوْلَانَا مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الشَّوْكَانِيّ أما تشرح الْجَامِع للْبُخَارِيّ كَمَا شَرحه الْآخرُونَ من الْعلمَاء قَالَ لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح يَعْنِي بِهِ فتح الْبَارِي لِلْحَافِظِ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي وَلَا يخفى مَا فِيهِ من اللطف انْتهى
وثانيهم مُسلم النَّيْسَابُورِي كَانَ غَرَضه تَجْرِيد الصِّحَاح الْجمع عَلَيْهَا بَين الْمُحدثين الْمُتَّصِلَة المرفوعة مِمَّا يستنبط مِنْهُ السّنة وَأَرَادَ تقريبها
1 / 71