Hitta Fi Dhikr

Qannawji d. 1307 AH
50

Hitta Fi Dhikr

الحطة في ذكر الصحاح الستة

Maison d'édition

دار الكتب التعليمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

Lieu d'édition

بيروت

أَحَادِيث السّنة على أَبْوَابهَا فِي مُسْنده الصَّحِيح بِجَمِيعِ الطّرق الَّتِي للحجازيين والعراقيين والشاميين وَاعْتمد مِنْهَا مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ دون مَا اخْتلفُوا فِيهِ وَكرر الْأَحَادِيث يَسُوقهَا فِي كل بَاب بِمَعْنى ذَلِك الْبَاب الَّذِي تضمنه الحَدِيث فتكررت لذَلِك أَحَادِيثه حَتَّى يُقَال أَنه اشْتَمَل على تِسْعَة آلَاف حَدِيث وَمِائَتَيْنِ مِنْهَا ثَلَاثَة آلَاف متكررة وَفرق الطّرق والأسانيد عَلَيْهَا مُخْتَلفَة فِي كل بَاب ثمَّ جَاءَ الإِمَام مُسلم بن الْحجَّاج الْقشيرِي فألف مُسْنده الصَّحِيح حذا فِيهِ حَذْو البُخَارِيّ فِي نقل الْمجمع عَلَيْهِ وَحذف المتكرر مِنْهَا وَجمع الطّرق والأسانيد وبوبه على أَبْوَاب الْفِقْه وتراجمه وَمَعَ ذَلِك فَلم يستوعبا الصَّحِيح كُله وَقد استدرك النَّاس عَلَيْهِمَا فِي ذَلِك ثمَّ كتب أَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ فِي السّنَن بأوسع من الصَّحِيح وقصدوا مَا توفرت فِيهِ شُرُوط الْعَمَل إِمَّا من الرُّتْبَة الْعَالِيَة فِي الْأَسَانِيد وَهُوَ الصَّحِيح كَمَا هُوَ مَعْرُوف وَإِمَّا من الَّذِي دونه من الْحسن وَغَيره ليَكُون ذَلِك إِمَامًا للسّنة وَالْعَمَل وَهَذِه هِيَ المسانيد الْمَشْهُورَة فِي الْملَّة وَهِي أُمَّهَات كتب الحَدِيث فِي السّنة فَإِنَّهَا وَإِن تعدّدت ترجع إِلَى هَذِه فِي الْأَغْلَب وَمَعْرِفَة هَذِه الشُّرُوط الاصطلاحات كلهَا هِيَ علم الحَدِيث وَرُبمَا يفرد عَنْهَا النَّاسِخ والمنسوخ فَيجْعَل فَنًّا بِرَأْسِهِ وَكَذَا الْغَرِيب وَلِلنَّاسِ فِيهِ تأليف مشهوره انْتهى ثمَّ نقص ذَلِك الطّلب وَقل الْحِرْص وفترت الهمم وَكَذَلِكَ كل نوع من أَنْوَاع الْعُلُوم والصنائع والدول وَغَيرهَا فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يزَال يَنْمُو وَيزِيد إِلَى أَن يصل إِلَى غَايَة هِيَ منتهاه ثمَّ لَا يعود وَكَانَ غَايَة هَذَا الْعلم انْتَهَت إِلَى البُخَارِيّ وَمُسلم وَمن كَانَ فِي عصرهما ثمَّ نزل وتقاصر إِلَى مَا شَاءَ الله تَعَالَى حَتَّى لَا يُوجد الْيَوْم مِمَّن يعلم الحَدِيث وَاحِد فِي الْجمع الجم من النَّاس وَقد قَالَ رَسُول الله ﷺ النَّاس كالأبل الْمِائَة لَا تكَاد تُوجد فِيهَا رَاحَة وَإِنَّمَا هم كحفالة الشّعير فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون

1 / 61