Histoire de la littérature andalouse (L'ère de la domination de Cordoue)

Ihsan Abbas d. 1424 AH
65

Histoire de la littérature andalouse (L'ère de la domination de Cordoue)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Maison d'édition

دار الثقافة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٩٦٠

Lieu d'édition

بيروت

Genres

الشهادة (١)، وعلى الرغم من تعرب السكان الأصليين تدريجا فقد بقيت الألقاب اللاتينية والأسماء تلحقهم بعض أبناء العرب أنفسهم مثل لقب: شنجول ويوانش وبطرة شقة (أي الحجر الصلب) وغيرها. وظهر اثر الاختلاط بين العرب الفاتحين والسكان الأصليين في الشكل الجديد الذي اتخذته لهجة عرب الأندلس، وكان أكثرهم ابتعادا عن العربية الصحيحة أقربهم إلى المناطق التي تغلب فيها غير العربية، ومع الزمن، أصبحت لغة التخاطب تمثل هذه التأثيرات المتباينة قوة وضعفا. وأخذت الفصحى تنكمش فلا تمثل إلا الجانب الرسمي في الدولة، وغدت لغة أدبية لا يتذوقها إلا الطبقات المثقفة، إلا في جزائر صغيرة وسط هذا البحر من الاتجاه إلى اللغة الدارجة، كما كانت الحال في شلب فان سكانها وسكان قراها وأكثرهم من عرب اليمن ظلوا يحافظون على اللغة العربية الصريحة إلى عهود متأخرة (٢) . وقال ابن حزم يصف لهجة أهل فحص البلوط: " ونحن نجد من سمع لغة أهل فحص البلوط وهي على ليلة واحدة من قرطبة كاد يقول أنها لغة أخرى غير لغة أهل قرطبة، وهكذا في كثير من البلاد، فانه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبديلا لا يخفى على من تأمله " (٣) . وقد سجل ابن حزم أيضًا شيئا من تبديل العامة للغة الأصلية، فقال (٤): " ونحن العامة قد بدلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلا، وهو في البعد عن اصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب: العنيب، وفي السوط: اسوطوط، وفي ثلاثة دنانير: ثلثدا. وإذا تعرب البربري فأرراد ان يقول الشجرة قال: السجرة

(١) قضاة قرطبة: ٨٤. (٢) الروض: ١٠٦. (٣) الاحكام ١: ٣١. (٤) الاحكام ١: ٣٢.

1 / 69