136

Histoire de la littérature andalouse (L'ère de la domination de Cordoue)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Maison d'édition

دار الثقافة

Édition

الأولى

Année de publication

١٩٦٠

Lieu d'édition

بيروت

Genres

بالمنذر بن محمد ... شرفت بلاد الأندلس
فالطير فيها ساكن ... والوحش فيها قد أنس وكأنه في هذا القول كان ما يزال يتعلق بأهداب المشهورين من شعراء المنذر كالعكي الذي يقول (١):
بالمنذر المأمون طاب زماننا ... وبطيب دولته تطيب الأنفس ولم يطل العهد بالمنذر حتى توفي وخلفه عبد الله (٢٧٥ - ٣٠٠) فطل ابن عبد ربه يسير في ركابه ويقول في خلافته (٢):
خلافة عبد الله حج على الورى ... فلا رفث في عصره وفسوق
تجلت دياجي الحيف عن نور عدله ... كما ذر في جنح الظلام شروق
وثقف سهم الدين بالعدل والتقى ... فهذا له نصل وذلك فوق ومدح من قواد هذا الأمير، عبد الله بن محمد بن أبي عبدة، ولا ريب في انه أيضًا تتبع في شعره انتصارات عبد الله وقواده على المنتزلين الثائرين في نواحي الأندلس وبخاصة ابن حفصون. فلما نجم ابن حجاج باشبيلية شد إليه الرحال ومدحه بقصائد كثيرة، ولا يعد تحرمه بابن حجاج خيانة لمواليه الأمويين لأن ابن حجاج لم يباطن ابن حفصون إلا مدة يسيرة ثم عاد إلى مهادنة الأمير الأموي، ومن مدائحه في إبراهيم ابن حجاج (٣):
كتاب الشوق يطويه الفؤاد ... ومن يفيض الدموع له مداد
تخط يد البكاء به سطورا ... على كبدي ويميلها السهاد
وكيف وبي فؤاد مستطير ... بمن لا يستطار له فؤاد
أمن يمن يكون الجود خلوا ... وإبراهيم حاتمها الجواد
وباركه بمن يأتيه حج ... ومدحته رباط أو جهاد

(١) ابن عذاري ٢: ١٨٠
(٢) ابن عذاري ٢: ١٨٣
(٣) ابن عذاري ٢: ١٩٢

1 / 140