125

Histoire de la littérature andalouse (ère des taïfas et des almoravides)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

Maison d'édition

دار الثقافة

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

وليوم الحشر أنعام سؤال وجواب ...
وصراط مستقيم ... يوم لا يطوى كتاب
فاتق الله وجنب ... كل ما فيه حساب وهو يدعو إلى القناعة والرضى بالكفاف في قوله:
دع عنك جاها ومالا ... لا عيش إلا الكفاف
قوت حلال وأمن ... من الردى وعفاف
وكل ما هو فضل ... فإنه إسراف ولكن هذه النزعة لديه متصلة بسوء ظنه في الناس وعدم الاطمئنان اليهم، ولذلك فهو يرى منافرتهم والابتعاد عنهم، وقد صرح عن هذا الفهم في قوله:
تحفظ من ثيابك ثم صنها ... وإلا سوف تلبسها حدادا
وميز عن زمانك كل حين ... ونافر أهله تسد العبادا
وظن بسائر الأجناس خيرًا ... وأما جنس آدم فالبعادا وقد كانت الفلسفة؟ لا التقوى - أحيانا مصدر هذا الزهد، ونحن نعلم ذلك من حال الشاعر ابن الحداد الذي اختص بمدح بني صمادح واستوطن المرية اكثر عمره، وكان شغوفا بالثقافة الفلسفية، ولما اخرج عن المرية ونفض يده من ممدوحيه بني صمادح قال (١):
لزمت قناعتي وقعدت عنهم ... فلست أرى الوزير ولا الأميرا
وكنت سمير أشعاري سفاها ... فعدت لفلسفياتي سميرا

(١) الذخيرة ١⁄٢: ٢٠١

1 / 131