Le Cheval Vert Meurt sur les Rues d'Asphalte
الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت
Genres
وقف الشاب الذي يلبس نظارة طبية، وقال للجميع: اطمئنوا؛ أنا في الطب البيطري، إن شاء الله نأخذه الكلية ونعمل اللازم.
زأر العربجي: تاخد مين يا سيدنا الافندي؟ يا ناس ابعدوا عنا، يا عالم خلونا في حالنا، حصاني وانا عارفه!
واختلطت الأصوات من جديد؛ بعضها يلعن العربجي، أو ينادى على العسكري، أو يقترح أن ينقل فورا إلى الجيزة، أو يعالج في مكانه، أو يقبض على السائق؛ وفجأة خرج صوت عميق: يا سادة يا كرام، تلفت الجميع حولهم، ثبتوا أعينهم في أفواه بعضهم. ثنى الشاب ذو النظارة ركبتيه من جديد أمام الجسد المسجى على الأرض. مال رأس الحصان إليه قليلا، وأحس بأنفاسه اللاهثة تنفث الحرارة والدفء في وجهه، فتح فمه وقال: يا سادة يا كرام، أرجوكم أن تسمعوني قبل أن أموت.
هتف صبي صغير: الحصان يتكلم!
واقترب الجمع حتى كاد أن يلامس الجسد الممدد على الأرض. رفع الحصان رأسه المتعب قليلا وقال: من أنا؟
قال الشاب ذو النظارة: أنت حيوان ثديي وحيد الحافر من الفصيلة الخيلية، يستعمل في الركوب والسباق والجر وحرث الحقول، يوجد منك أنواع كثيرة: البلدي والعربي والإنجليزي والهجين.
قال الحصان: أنا الحصان الأخضر الذي يموت!
قال الشاب ذو النظارة: لن تموت أيها الحصان! سنأخذك حالا إلى الكلية، هناك سيرعاك المتخصصون ويشفون جراحك.
قال الحصان: وجرح نفسي أيها الشاب اللطيف؟
قاطعته الحاجة التي زغردت في فرح: والنبي إنك حصان عربي أصيل، وحياة مقام النبي إني عرفتك في الحجاز، أصيل وحياة مقام رسول الله.
Page inconnue