Hérodote: Très courte introduction
هيرودوت: مقدمة قصيرة جدا
Genres
لا توجد بغال في إليس.
الأطلسيون لا يحلمون قط.
يظن الجيتيون أنهم خالدون.
يطلي السكيث بالذهب جماجم آبائهم الموتى، ويولمون بلحمهم.
تتبول النساء واقفات في مصر، بينما يقعد الرجال القرفصاء.
يقال إن الرجال في القوقاز يجامعن النساء علانية كالحيوانات.
يدفن البابليون موتاهم في العسل.
يأكل الجيزانتيون القرود!
كل هذا تحصل عليه هيرودوت من الاستقصاءات التي أجراها أثناء أسفاره؛ ففي الكتاب الأول، يحدثنا عن العادات التي تمارس في ليديا وبلاد فارس، أما الكتاب الثاني فيكرسه بالكلية لمصر، ويتضمن الكتاب الثالث انتهاك قمبيز الأعراف المقبولة في مصر، وتجربة دارا لمعرفة كيف يكون رد فعل الناس تجاه الطرق التي يتبعها بعضهم في التعامل مع الموتى، ومعالجة هيرودوت طرفي الأرض، ويتناول الكتاب الرابع سكيثيا متطرقا بإيجاز إلى ليبيا. وبداية من الكتاب الخامس، يتحول التركيز إلى التاريخ السياسي الضيق، وإن شابته بعض الانحرافات الإثنوجرافية، ومن ذلك مثلا عادات الإسبرطيين التي تقدم لنا نظائر مدهشة لعادات الشعوب غير الإغريقية.
يمكن النظر إلى الإثنوجرافيا على أنها تتكون من ملمحين أساسيين يمتزجان امتزاجا وجوديا، وهما المنظور والمنهجية. فلا بد أن يكون الإثنوجرافي إنسانيا وعالما على حد سواء، فيكون إنسانيا في قدرته على التسامي على ثقافته وتقييم المجتمعات الأخرى في إطار لا ينطوي على إصدار أحكام، ويكون عالما في جمع الأدلة من خلال المشاهدة والمحاورة. وفي كلا المجالين، نجد أن فضول هيرودوت وطاقته الفطريين قاداه إلى ارتياد مجال جديد سيوسع بدرجة عظيمة أفق إخوانه الإغريق وفهمهم للمجتمع الإنساني، ويضع في نهاية المطاف حجر الأساس للأنثروبولوجيين الأوروبيين العاملين في العالم الجديد.
Page inconnue