L'Inde après Gandhi : l'histoire de la plus grande démocratie du monde
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Genres
58
نظرت جماعة رضا كار إلى المعركة الدائرة بين دلهي وحيدر أباد من منظور هندوسي إسلامي. أما المؤتمر الوطني فارتأى فيها صداما بين الديمقراطية والاستبداد. والحقيقة أنها اشتملت على الأمرين معا. وكان مواطنو حيدر أباد هم ضحايا ذلك الاشتباك الذين مثلت لهم الشهور التالية على أغسطس 1947 فترة من انعدام الأمن البالغ.
59
شرع بعض الهندوس في الفرار إلى المناطق الملاصقة لهم من مدراس، وتزامن ذلك مع توافد المسلمين من المقاطعات الوسطى إلى حيدر أباد؛ فأولئك المسلمون - الذين كانوا أميين في معظمهم - بلغتهم روايات مخيفة عن هجمات على إخوانهم في الدين في البنغال والبنجاب، ولكنهم لم يستوعبوا على ما يبدو أنهم سيكونون أقلية في حيدر أباد أيضا؛ فعلى حد تعبير مراقب مستقل، ربما «كانت ثقة هؤلاء المهاجرين المسلمين في حماية قوات النظام والعرب لهم أكبر من ثقتهم في إدارة مقاطعات الاتحاد». وقيل عن هؤلاء المسلمين إنهم بدورهم طردوا هندوسا من ديارهم في حيدر أباد بمساعدة رجال النظام. كما كان ثمة مزاعم أيضا عن وضع خطة لجعل المسلمين أغلبية في الولاية ؛ فعلى ما يبدو باتت الأحياء الهندوسية في مدن مثل أورانج أباد وبيدار وحيدر أباد «تبدو مهجورة».
60
وخلال ربيع وصيف عام 1948، تنامى التوتر؛ إذ وردت مزاعم عن تهريب أسلحة من باكستان إلى حيدر أباد - في طائرات قادها مرتزقة بريطانيون - واستيراد أسلحة من أوروبا الشرقية. وكتب رئيس وزراء مدراس إلى باتيل مخبرا إياه أنه يجد صعوبة في التعامل مع فيض اللاجئين القادمين من حيدر أباد. وأرسل كيه إم مونشي تقارير صارخة عن غدر «النظام»، و«فكرته الراسخة» المتعلقة بالاستقلال، وإشارته إلى حكومة الهند بوصف «أوغاد دلهي»، وعن «الدعاية السامة التي تنقل ليل نهار عن الاتحاد الهندي في الخطب وإذاعة «النظام» وصحفه ومسرحياته وما إلى ذلك».
61
حينها ماطل الجانب الهندي بعض الشيء. وفي يونيو 1948، عقد في بي مينون ولائق علي سلسلة من الاجتماعات في دلهي، فطلب مينون أن تقيم الولاية حكومة تمثيلية، وتتعهد بإجراء استفتاء شعبي بشأن الانضمام، واقترحت استثناءات عدة للحفاظ على كرامة «النظام» تضمنت الاحتفاظ بقوات، لكنه لم يقبل أيا منها. حينئذ حاول ديوان حيدر أباد السابق الموقر - السير ميرزا إسماعيل - أن يتوسط بين الطرفين؛ فنصح «النظام» بألا يحيل قضية حيدر أباد إلى الأمم المتحدة (وهو ما هدد لائق علي بفعله)، وأن ينتزع نفسه من براثن جماعة رضا كار وينضم إلى الهند، فقد أخبر معاليه أن حيدر أباد «يجب أن تدرك ضعف موقفها».
62
وفي 21 يونيو 1948، استقال اللورد ماونتباتن من منصب الحاكم العام. قبل ذلك بثلاثة أيام، كان قد كتب إلى النظام يحثه على التنازل ودخول التاريخ؛ «باعتبارك صانع السلام في جنوب الهند، ومنقذ ولايتك وأسرتك الحاكمة وشعبك». أما إذا تمسك بموقفه، فسوف «يجلب على نفسه إدانة كل ذي عقل».
Page inconnue