إنني أرتجف وأتنفس الصعداء. وأرى أنه لو كانت لقلبينا رغبة واحدة لم تكن بي حاجة إلى ذكر السبب في زفراتي، أجدني عن يقين مخطئا رضاك، فلا أجسر على القول، ولا أصبر على السكوت.
اميليا :
لقد أثرت بي الشجون، فتكلم!
سنا :
طاعتك واجبة. سأتكلم. وإذن سأنطق بما لا يحظيني عندك، وسأبوء
11
منك بالمقت. إنني أحبك، يا اميليا. ولتصعقني السماء إذا لم يكن في هذا الحب كل ما أصبو إليه من مسرات العيش، وإذا لم يكن هواي من التأجج بحيث يبلغ نهاية ما يرجوه محبوب كريم من قلب عظيم. ولكن تبيني بأي ثمن تهبين لي فؤادك ... فإنك من حيث تريدين لي السعادة تلبسيني ثوب العار ... إن إحسان أغسطس ...
اميليا :
كفى، كفى! ... فهمت مرادك. تبينت ندمك وأمانيك المضطربة، وأرى أن آلاء الطاغية قد أنستك وعودك، فخمدت نيرانك، ووهت أقسامك لدى ملاطفاته، واجترأ عقلك في سذاجته أن يتصور أغسطس، وهو القادر على كل شيء، قادرا أيضا على إعطائك إياي. فأنت تطلبني من يده لا من نفسي، ولكن لا يدر في خلدك أنني أكون بذلك ملك يمينك.
قد يستطيع أغسطس أن يزلزل الأرض تحت قدميه وأن يخلع ملكا عن عرشه، واهبا بلاده لغيره، وأن يخضب وجه البر والبحر بدماء المغضوب عليهم، وأن يغير نظام الدنيا على ما يشتهي، أما قلب اميليا فما له عليه من سلطان!
Page inconnue