La sagesse transcendante dans les quatre voyages intellectuels
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
1981 م
واما اليبوسة فربما يقال في تحقيقه ان من الأجسام ما يتفرق اجزاؤه ويتعرك بسهولة اما لضعف تماسك الاجزاء بعضها ببعض واما لتركبه من اجزاء صغار مع صلابة كل منهما فالأول هو اليابس والثاني هو الهش فاليبوسة كيفية تقتضي كون الجسم السريع التفرغ عسير الاجتماع.
فظهر الفرق بينها وبين الهشاشة كما بينها وبين الصلابة واما بيان آنيتهما فاعلم انا قد أشرنا إلى أن تفسير الرطوبة بالكيفية التي معها يكون الجسم سهل الالتصاق وتركه أولى فإذا كانت كذلك فهي لا محاله صفه وجودية وهي من المحسوسات لا محاله وكذلك اليبوسة لما مر.
وأما إذا قلنا هي التي لأجله يسهل قبول الاشكال فهو كلام مجازي ان أريد به ظاهره فان السهل والصعب من باب المضاف والرطوبة واليبوسة ليستا منه.
بل التحقيق فيه ان الرطب هو الذي لا مانع له في طباعه عن قبول الاشكال الغريبة وعن رفضها واليابس هو الذي في طباعه مانع يمنع من ذلك مع امكانه فعلى هذا يشبه ان يكون التقابل بينهما بالعدم والملكة فلم يكن الرطوبة وجودية ولا أيضا محسوسة بالذات بل كان الاحساس بها عبارة عن عدم الاحساس بمانع عن التشكل والذي يؤكد ما ادعيناه انهما سواء فسرت بالقابلية أو بعله القابلية وسواء كانت القابلية صفه عدمية أو وجودية فهي لا يلزم أن تكون صفه زائدة على الجسم اما على تقدير كونها قابلية والقابلية عدمية فظاهر واما على تقدير كونها قابلية والقابلية وجودية فلان هذه القابلية حاصله للجسم لذاته مع سائر القابليات لان شان الجسم قبول التشكلات ولذلك كان هذا القبول حاصلا لليابس أيضا واما على تقدير كونها علة للقابلية والقابلية وجودية فلانه لما كانت قابلية الجسم للاشكال حكما ثابتا لذاته استحال ان يستدعى علة زائدة واما على تقدير كونها علة للقابلية وهي عدمية فعدم الحاجة إليه أظهر فثبت ان الرطوبة بهذا التفسير ليست وجودية فالأشبه انها غير محسوسة ولهذا لا يقع الاحساس بالهواء عند كونها معتدلا لا حر فيه ولا برد ولا حركه ولو كانت رطوبتها وجودية كان
Page 75