تدل على أنه واحد «سألوني عن ذاته المقدسة وقالوا: صفها؛ فأنت بها خبير، فعجزت عن الوصف والتعبير وقلت: جل عن أن يكون له مثيل أو نظير؛ فهو الواحد الأحد، والفرد الصمد، أحيانا فعشنا به، ويميتنا فنموت في حبه.»
حديقة الورد
غاص ولي من أولياء الله في بحر التأمل والتفكير، فلما هب من نومه وصحا من نشوه، قال له إخوان الوفاء: «ماذا جلبت لنا من تحف الحديقة الغناء؟»
فقال الولي: فكرت فيكم وأنا أتنقل بين الخزامى والياسمين، وأمتع النفس بشم الأزهار والرياحين، فصحت عزيمتي على أن أهديكم بعض التحف، وأنفحكم بما أستطيع من الطرف، فلما بلغت بستان الورد اجتنيت منه ما اجتنيت وملأت حجري، فأصابني من الأريج والعطر ما غيب عني الرشد والفكر، فانفلتت أهدابي من يدي، وانتشر الورد في الروضة البهية، فعدت إليكم بلا هدية.
الأسرار الإلهية
اضرب للعاشقين مثل الفراش والنار؛ فهو الذي يسعى بجناحه إلى الهلاك والدمار، وهذا جزاء من يحاول الوقوف على الأسرار قبل الأوان، فلا هو مصيب غرضا، ولا مطفئ ما به من أوار، فيا أيها الباحث، أقصر فسوف يكون نصيبك الفشل، واعلم أنه ما اهتدى إلى الحق إلا من غادر عالم الفناء، وهيهات هيهات أن تبوح النفوس بسر الوجود قبل أن تعبر من عالم الزوال إلى عالم الخلود.
تمجيد واجب الوجود
جل جلالك يا من تعالى عما يقول القائلون، يا من لا تحيط به الشكوك، ولا تلحقه الظنون، يا من يعجز عن معرفة كنهه الحكماء والعارفون، أنت القديم منذ القدم، وأنت المعطي الكريم، بل أصل الكرم، بل أنت البقاء والوجود، وكل ما عداك فناء وعدم.
إصلاح النفوس الشريرة بعشرة النفوس الخيرة
أعطاني محبوبي قبضة من طين ذات ريح زكية، فقلبتها بين يدي قائلا: يا لها من هدية! وسألتها قائلا: يا أيتها الطينة العطرية، أأنت من العنبر الإلهي أم من المسك المقدس؛ فإن أريجك يطهر الفؤاد ويجلي مرآة النفس؟
Page inconnue