Histoires Poétiques : Poèmes Narratifs de la Littérature Allemande Moderne
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Genres
الفصل الخامس
حكاية عن رجل شجاع
(1) العهد
1
إلى مقر الطاغية ديونيس تسلل دامون، وكان يخفي خنجرا في ثوبه. قبض عليه الحجاب وقيدوه في الأغلال، وقال له المستبد العابس المخيف: «ماذا كنت تريد بهذا الخنجر؟ تكلم.» - «أردت أن أحرر المدينة من الطاغية.» - «وسوف تندم على هذا عندما ترفع على الصليب.»
قال دامون: «أنا على استعداد للموت، ولا أتوسل إليك لتبقي على حياتي، ومع ذلك فإن شئت أن تتعطف وتتكرم علي فإني أستسمحك في مهلة لمدة ثلاثة أيام، حتى أزوج أختي لعريسها المنتظر، سوف أترك لك الصديق كضمان، ويمكنك أن تقتله إذا لم أوف بعهدي.»
ابتسم الملك ابتسامة ماكرة، وقال بعد أن فكر في الأمر قليلا: «سأمنحك من عندي ثلاثة أيام، لكن بشرط أن تعلم: إذا انقضت المهلة قبل أن تسلم نفسك فسوف ينتهي أجل صديقك بدلا منك، كما ستعفى أنت من العقاب.»
ثم التفت للصديق وقال: «أمر الملك أن أموت على الصليب، تكفيرا عن ذنبي وجريرتي، وقد قبل أن يمهلني ثلاثة أيام، حتى أنتهي من تزويج شقيقتي، فابق أنت هنا لدى الملك، وكن الضامن لعهدي، إلى أن أعود وأفك عنك الأغلال.»
احتضنه الصديق الوفي في صمت وسكون، ثم سلم نفسه للطاغية، وذهب الآخر لحال سبيله، وقبل أن يشرق فجر اليوم الثالث كان قد جمع شمل شقيقته مع زوجها، وأسرع راجعا إلى موطنه بقلب مهموم خشية أن تنقضي المهلة، ويتأخر عن الموعد المرسوم.
وتصادف أن انهمرت الأمطار بغزارة، واندفعت السيول من أعالي الجبال، وجاشت الجداول والأنهار بالموج الصخاب. لم يكد يبلغ الشاطئ، ويلقي عصا الترحال، حتى أطاحت الدوامة بالجسر وشدته للأعماق، وأخذت الأمواج التي تقصف كالرعد في هدم أعمدته وتحطيم أقواسه.
Page inconnue