Histoires populaires arabes
الحكايات الشعبية العربية
Genres
الذي ترد خرافاته ومأثوراته عن البغض، وكذا نكائده وشروره بكثرة، فاستعبدهم لمدة عشرين سنة طحنهم فيها طحنا، وحوله نسجت عديد من الخرافات والحكايات المتواترة التي ما تزال تحفظ له اسمه وهو «يابين»، أو «بمعنى الشؤم مرادف الكوارث والبلاوي»، إلى أن قام فيهم حاكم من سبط «نفتالي» يدعى «بارق»، فقتل البين بمساعدة امرأة عاتية تدعى «دبورة» كانت قاضية عليهم، فقهرا البين أو سيسرا،
15
وحكما إسرائيل أربعين عاما.
وتعتبر هذه القاضية الكاهنة «دبورة» أقدم شاعرة في تاريخ الآداب العبرية، ولقد أنشدت قصيدة معروفة باسم «أغنية دبورة» تعد أقدم نصوص الآداب والميثولوجيا اليهودية، فيقدر عمر أغنية دبورة بحوالي 1296 عاما ق.م.
16
وموضوع القصيدة حول ذلك النصر الذي أحرزوه على الكنعانيين الشوام، إذ إن امرأة عبرية تدعى «ياعيل » تمكنت من قتل «سيسرا» ملك الكنعانيين، وفيها قالت دبورة: «تبارك على النساء في الخيام ياعيل، طلب ماء فأعطته لبنا في قصعة العظماء ، قدمت زبدة أمدت يدها إلى الوتد، وضربت سيسرا وسحقت رأسه، شدخت وخرقت صدغه، وبين رجليها انطرح سقط اضطجع.»
لكن بعد هذه الفترة عادوا إلى الإغراق في الوثنية بلا حاكم لمدة سبع سنين، إلى أن غزاهم الكلدانيون المديانيون أو الإسماعيليون، «وإنه كان لهم أقراط ذهب لأنهم إسماعيليون» وأخضعوهم سبع سنين، فخلصهم «جدعون» وحكم أربعين سنة، وتمثل دور جدعون هذا في أنه حال دون تدخل الميديانيين،
17
وكانوا أيضا خليطا من قبائل عربية وعبرية، منحدرين أسطوريا من رحم «قطورة» التي تزوجها إبراهيم الخليل عقب وفاة سارة، ومنها جاء هؤلاء المديانيون الذين تصدى لهم جدعون دون تسربهم داخل الإسرائيليين أو الأسباط.
كما أن جدعون أخر انتقالهم إلى الملكية، ورفض تقلد التاج إلى أن مات، وخلفه ابنه «أبيمالك»، ثم انتقل الحكم إلى سبط «يشوخر» لمدة 22 عاما، أغرقوا بعدها في ارتكاب المعاصي مما دفع بهم إلى أيدي العمونيين من بني لوط لمدة 18 سنة، إلى أن خلصهم أحد رجالهم ويقال له «الجرمي»، فطرد اللوطيين «وقتل من بني عمون خلقا كثيرا» وحكمهم ست سنين.
Page inconnue