وأسمع همسا أنه ممسوس، وأنه لا يوجد له دواء عند أهل الأرض.
وتسوء حاله ويسيطر عليه البله.
ويوما يرجع جعلص الدنانيري من القرافة في موكبه فتقف له الحارة على الصفين ويركبها الهول، إلا عبده، فإنه يعترض سبيل الفتوة بلا مبالاة، ويقول: إني ألعنك وطظ فيك!
وأقول لنفسي جزعا: لقد هلك عبده.
ولكن الجبار يبتسم، بل ويتأبط ذراعه، ويمضيان معا في سلام.
لم يرحم الجبار أحدا في حارتنا إلا عبده.
وتعلمني الخبرة مع الأيام أن حارتنا تقدس طائفتين: الفتوات والبلهاء.
وتحوم أحلام صباي حول الطائفتين.
أحلم حينا بالفتونة وجلالها.
وأحلم حينا بالبلاهة وبركاتها!
Page inconnue