بالصدق والجدية تتكلم، لعلها لا تتخلى عن المزاح إلا حين الحديث عن أخيها الخفي.
وتزعم أيضا أن الكلاب والقطط تخاطبها بلغاتها الخاصة وأنها تفهمها، ولكي تثبت صحة كلامها تمضي في محاكاة اللهجات القطية والكلبية فنغرق في الضحك.
ولها خبرة راسخة في قراءة الفنجان، والورق، وتفسير الأحلام، وتتهم أحيانا بممارسة السحر والشبشبة حتى إن أم عبده لعنتها جهرا في الحارة عقب اختفاء ابنتها إحسان، ولكن طيبتها خصلة يشهد لها بها أكثر الناس.
لا يكاد يطرق بابها أحد، لكثرة الكلاب يتجنب الناس زيارتها، حتى الخدم لا يطيقون خدمتها، فهي وحيدة في بيتها، ولكن تؤنس وحدتها الكلاب والقطط والعفريت المؤاخي!
تقول لها أمي وهي بصدد الحديث عن وحدتها: على الإنسان أن يعمل حسابه لساعة الأجل.
فتجيبها جادة وهي تبتسم: ستنبح الكلاب حول جثتي وتموء القطط، ويحضر أخي ليغمض عيني، ثم يفعل الله ما يشاء!
الحكاية رقم «27»
تقول ضيفة لأمي: نظلة، الله يسامحها!
فتسأل أمي عن الأخبار فتقول الضيفة: ما زالت بالجدع حتى أوقعته فتزوجها، رعاها وجعلها من أسعد نسوان الحارة، وها هي الفاجرة تهجره عندما أعجزه المرض!
وتسأل أمي عن حاله فتواصل المرأة: طريح الفراش، وحيد، يبصق دما ويسعل حتى تنخلع ضلوعه، يتمنى الموت، ولما أزوره يقول لي: «انظري يا امرأة خالي ما فعلته نظلة» فأشجعه وأواسيه وقلبي يتقطع!
Page inconnue