وتمضي السنون.
وذات صباح يعثر على جثة كهل في الساحة أمام التكية شبه عار.
ويتعرف أهل حارتنا فيه على عكلة الصرماتي، ينظرون إلى جثته ذاهلين متسائلين وهو معزول عنهم بالصمت الأبدي والسر المنطوي.
كانت حياته أسطورة، وموته لطمة.
الحكاية رقم «73»
مصطفى الدهشوري ابن سقاء، ولكنه من القلة الراسخة في العلم في حارتنا، وهو أحد المدرسين بمدرستنا وصديق لأبي.
يسأل أبي وهو يجالسه ذات مساء في بيتنا: ما معنى الحياة؟
يبتسم، ولما يجده جادا في سؤاله ومصرا عليه يحدثه بما يعلم عن الأصل والهدف، والحياة والموت، والبعث والحساب، فيقول الدهشوري: إذن فأنت واثق من كل شيء، من الحياة والموت وما بعد الموت، أعندك فكرة عما يحدث في القبر؟
فيحدثه أبي عن التلقين وحساب الملكين ومستقر الروح وشفاعة النجاة في الآخرة، وعند ذلك يقول الدهشوري: إليك قصة الجسد البشري ساعة بساعة من الوفاة حتى يستحيل هيكلا عظميا.
ويردد حديثا مرعبا ومقززا كأنه كابوس طويل، فيهتف أبي محتجا: كفى، ماذا تريد؟ - أريد أن أصور لك حقيقة لا شك فيها.
Page inconnue